عادت أزمة الوقود لتضرب بعض ولايات الغرب على غرار تيسمسيلت والنعامة وغليزان، حيث ”جفت” بعض المحطات تماما، ولم يجد المواطنون إلا تشكيل طوابير لا متناهية، والانتظار لساعات قبل التمكن من ملء سياراتهم، فيما ترك آخرون مشاغلهم وأعمالهم وأمضوا الصباح أو الليل بكامله في مهمة البحث عن قطرات من البنزين! تشهد ولاية تيسمسيلت، على غرار الكثير من الولايات الغربية، أزمة وقود حادة منذ حوالي أسبوعين وازدادت حدتها خلال الأيام الأخيرة، حيث تشهد مراكز التزود على مستوى وحدات التوزيع، طوابير طويلة ويومية بحثا عن ”قطرة” بنزين، لاسيما البنزين العادي وبدون رصاص . وحسب أحد الموزعين الخواص، فإن مادة بدون رصاص غير متوفرة منذ حوالي 25 يوما وباستثناء مادة ”سيرغاز”، حسب ذات المتحدث، فإن الندرة طالت بقية المواد، وقد أثارت هذه الأزمة موجة من الاستياء والتذمر وسط الناقلين وأصحاب المركبات، بعدما وجدوا أنفسهم عاجزين عن إيجاد بضع لترات من البنزين سواء داخل الولاية أو خارجها كون الولايات الأخرى تشهد نفس الأزمة. من جهته، ذكر مدير الطاقة والمناجم بالولاية، أن الأزمة عامة لاسيما في الولايات الغربية بسبب مشكل التزود من منبع أرزيو بوهران، مؤكدا أنها لن تستمر طويلا، حيث ستعود المياه إلى مجاريها، حسبه، بعد 3 أو 4 أيام إلى أبعد تقدير. من جهتها، تعرف محطات توزيع البنزين بولاية النعامة منذ نهار أمس، طوابير كبيرة تطلبت تدخل أعوان الأمن لتنظيمها وتفادي الشجار بها، كما هو الحال بالنسبة لمحطات مدينة المشرية. ونفس الظاهرة عرفتها محطات التوزيع بولاية البيض، سيما الواقعة على الطريق الوطني رقم 6 في اتجاه ولاية سعيدة، على غرار محطات بوقطب والخيثر التي ظلت غائبة عن العمل بسبب ندرة المادة، الأمر الذي خلّف استياء كبيرا لدى أصحاب المركبات، وبدرجة خاصة المسافرين إلى جهات بعيدة والذين أرغموا على الانتظار أمام محطات فارغة تترقب الصهاريج القادمة من الشمال. وهي الظاهرة التي وقفت عليها ”الخبر” بكل من محطات بوراشد وسفيد بولاية سعيدة ومصباح، الخيثر وبوقطب بولاية البيض، وصولا إلى محطات مدينة المشرية بولاية النعامة التي تتواصل بها أزمة التوزيع بسبب الخلل بين العرض والطلب والطوابير التي زيّنت المخرج الشمالي للمدينة عبر واجهة الطريق الوطني رقم 6 في اتجاه سعيدة. كما شهدت محطتا الخدمات لتوزيع الوقود بالطريق السيار شرق غرب الكائنتين بإقليم بلدية يلل، طوابير للفوز بخدمة ملء خزانات مركباتها، بعد أن علقت مختلف المحطات داخل إقليم الولاية مقابض التوزيع، وهي الظاهرة التي تعودت على معايشتها خلال الفترة الصيفية، إلا أن الأزمة بدأت نهاية الأسبوع المتزامنة ونهاية العطلة التربوية للتلاميذ. ظاهرة لم يجد لها زبائن نفطال تفسيرا بعدما بقيت العديد من المركبات جامدة على أرضية المحطات تنتظر الفرج.