كشف مراد سنوسي، في تصريح ل”الخبر”، عن موافقة وزارة الثقافة بصفة رسمية على إقامة مهرجان المسرح المتوسطي بوهران بعد سنوات من الانتظار لتجسيد هذه الفكرة القديمة بمدينة الفن الرابع، وستكون أول طبعة عبارة عن أيام مسرحية في أواخر السنة الجارية. اعتبر سنوسي أن مشروع إقامة مهرجان بمدينة الباهية حلم ظل يراود كل رواد الفن الرابع، وهو بمثابة اعتراف بعطاء رجالات المسرح على غرار علولة وولد عبد الرحمان كاكي وسيراط بومدين، وكل المشتغلين بحقل المسرح، وتتوفر وهران على مراكز للبحث ومعهد للفنون الدرامية ومسرح جهوي. ويساهم المهرجان في تدعيم البعد المتوسطي لمدينة وهران، بحكم موقعها على ضفاف البحر الأبيض المتوسط والحركية الاقتصادية الكبيرة التي عرفتها في السنوات الأخيرة. ومن هذا المنطلق، أوضح المتحدث أن وزيرة الثقافة لم تتردد كثيرا في إبداء موافقتها على الفكرة بعد عرضها عليها خلال زيارتها لوهران شهر ديسمبر الماضي. كما أوضح سنوسي بأن المشاركة في الطبعة الأولى تقتصر على تسعة بلدان متوسطية، مع الحرص على عرض أحسن الأعمال المسرحية للارتقاء بمستوى الفن الرابع. ومن بين خصوصيات المهرجان عدم منح جوائز والاقتصار على تقديم عروض أمام الجمهور، كما سيتم تنظيم ملتقيات حول المسرح بالشراكة مع مركز البحث في الأنتربولوجيا الثقافية والاجتماعية بوهران، فيما سيكون المسرح الجهوي عبد القادر علولة الشريك الرسمي في تنظيم المهرجان. ولم يخف المتحدث اقتناعه بأن نجاح المهرجان من ناحية التنظيم والمشاركة النوعية سينعكس بالإيجاب على حركة السياحة والأعمال، وبالتالي سيكون حافزا لرجال الأعمال للمساهمة في تمويل المهرجان من خلال التكفل بالفرق المشاركة، ومن ثم التوصل بعد أربع أو خمس سنوات إلى تحمل شطر كبير من ميزانية المهرجان وتحقيق استقلالية مالية للتظاهرة وتخفيف العبء عن خزينة الدولة، موضحا أن تحديد تاريخ المهرجان من طرف فريق العمل سيكون بعد الاطلاع على كل المواعيد المسرحية في حوض المتوسط لإيجاد مكانة لمهرجان وهران المتوسطي ضمن هذه الأجندة المتوسطية.