في غياب بديل، يتحول سد زيت العنبة ببلدية بكوش لخضر في ولاية سكيكدة إلى مكان للاستجمام، يجد فيه الأطفال والمراهقون خاصة أبناء الفقراء منهم، ضالتهم لإطفاء وهج أجسادهم، غير أن هذه المتعة سرعان ما تتحول إلى مأساة يكون ضحاياها هؤلاء الأطفال، لينقلب هذا المكان من نعمة إلى نقمة، بالنظر لحوادث الغرق المميتة الذي يروحون ضحية لها. ويختار العديد من سكان مدينة بكوش لخضر “ڤاسطو سابقا” وسكان بعض البلديات المجاورة لها من ولاية ڤالمة، من سد زيت العنبة مكانا يجلب إليه العشرات من الشبان الذين يقصدونه بغية الترويح عن النفس، إلا أن ذلك المرح سرعان ما يتحول إلى كارثة وفاجعة مؤلمة لذويهم نتيجة الغرق أو السقوط، حيث تسجل مصالح الحماية المدنية كل صائفة عديد الضحايا خاصة منهم الشباب الذين يتعرضون للغرق بسبب المخاطرة بحياتهم بالسباحة في السد، والأمر نفسه للذين يقدمون على عملية الصيد بمحيطه وهو الحال كذلك بالنسبة لبعض العائلات التي تقوم بجلب ماء الغسيل من السد. وبالأرقام، سجلت مصالح الحماية المدنية هذا العام 4 ضحايا، في الوقت الذي لقيت عجوز رفقة ابنتها، السنة الماضية، حتفهما غرقا داخل مياه السد بإقليم بلدية بوعاتي محمود، شمال غربي ڤالمة، في حادثة مروّعة اهتز لها سكان مشتة أم لحناش التي تقيم بها الضحيتان، عندما أقدمتا على جلب الماء من السد لغسل الملابس. ورغم كثرة حوادث الغرق التي عرفها السد وحظر السباحة، يصرّ البعض على مخالفة هذا الحظر ويستمتعون بالسباحة في مياهه العذبة، والبعض الآخر يفضل ممارسة هواية ورياضة صيد الأسماك نظرا لما يحتويه من كميات هامة منها، غير أنه لا تكاد تمضي إلا دقائق معدودات، حتى يتحول المرح إلى كارثة وفاجعة مؤلمة لذويهم، فرغم التحذيرات التي توجهها السلطات المسؤولة بمنع السباحة في مثل هذه السدود والتي تشكل خطورة على حياة الإنسان، إلا أن شباب بكوش لخضر لا يأبه بتلك التحذيرات، في غياب حراسة على السدود وترك المجال مفتوحا للجميع.