ارتفع عدد المسلحين الذين لقوا مصرعهم خلال شهر من الاشتباكات المستمرة في شمال وشرق سوريا، بين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” من جهة، وكتائب الجبهة الإسلامية والجيش الحر من جهة أخرى إلى 2300 قتيل. قال المرصد السوري لحقوق الإنسان القريب من المعارضة إنه “تمكن من توثيق 1747 قتيل منذ فجر الجمعة الثالث من جانفي 2014، في المعارك الدائرة بين الطرفين في محافظات حلب وإدلب والرقة وحماه ودير الزور وحمص، بالإضافة إلى ما يزيد عن 600 قتيل” لم يتمكن المرصد من توثيقهم، بسبب ما أسماه “التكتم الشديد من جانب الكتائب المقاتلة في بعض الأماكن على العدد الحقيقي لقتلاها”. وبلغت خسائر الجبهة الإسلامية وكتائب الجيش الحر وجبهة النصرة ما يقارب 979 مقاتل، قتلوا خلال الاشتباكات مع “داعش” أو باستهداف سيارات أو تفجير سيارات مفخخة، بينهم 5 قادة عسكريين لكتائب إسلامية، و21 أعدموا على يد مقاتلي “داعش” في مشفى الأطفال بمدينة حلب، و32 أعدموا كذلك في مناطق بمحافظات حلب وإدلب والرقة وحمص، و46 مقاتلاً أعدموا في الكنطري شمال الرقة، و14 مقاتلاً أعدموا في البادية السورية. أما خسائر “داعش” فقد بلغت 531 مقاتل بينهم 34 على الأقل فجروا أنفسهم بعمليات انتحارية، و56 تم إعدامهم بعد أسرهم من قبل كتائب الجبهة الإسلامية والجيش الحر. من جهته أنكر تنظيم القاعدة وجود أي صلة بينه وبين الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة ب«داعش”، مؤكدًا أنه لم يخطر بإنشائها بل أمر بوقف العمل بها. معلنًا البراءة من الفتنة التي تحدث في الشام بين فصائل “المجاهدين”. وأعلنت (القاعدة) أن لا صلة لها بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وأنها غير مسؤولة عن أفعال هذه الجماعة التي تقاتل حاليا في منطقة الأنبار العراقية، وأيضا في سوريا. وفي سياق آخر هاجمت وزيرة الخارجية الإيطالية المجموعة الدولية بشدة، واعتبرت أمس بأنها “فشلت في تأمين المساعدات الإنسانية” للشعب السوري، فيما اعتبر وزير الخارجية التركي أن “المشكلة الحقيقية تكمن في المأساة الإنسانية، والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة، وأن حالة الصمت واللامبالاة التي يبديها المجتمع الدولي حيال ذلك الموضوع، لم تعد مقبولة”، في الوقت نفسه تبرأ تنظيم القاعدة (الأم) من “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش). وقالت وزيرة خارجية إيطاليا “إيما بونينو” خلال افتتاح اجتماع لمجموعة العمل الدولية حول التحديات الإنسانية في الأزمة السورية أمس بحضور مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة فاليري أموس، إن “الأمور لا تتقدم، على العكس، علينا الاعتراف أن المجموعة الدولية فشلت إلى حد كبير في تأمين وصول المساعدة الإنسانية بالنسب المرجوة”. من جانبه أوضح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي عقده عقب لقاء جمعه بنظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في العاصمة الألمانية برلين أمس “أنه ليس بإمكان أحد القول: إن ما يجري في سوريا هو عبارة عن قضية داخلية، في الوقت الذي تلقى فيه قنابل كيميائية وبراميل متفجرة وصواريخ “سكود” على المناطق المدنية. من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن التوصل الى حل بدون الرئيس الأسد وهم يجب أن ينسى، وقال ظريف خلال مشاركته في مؤتمر الأمن الدولي في مدينة ميونيخ الألمانية إنه يجب عدم وضع العربة أمام الحصان، فيجب أولا وقف حمّام الدم في سوريا، وبعدها يمكن الحديث عن حل سياسي للأزمة.