عاشت ولاية أم البواقي، منذ منتصف نهار أمس، حالة استنفار قصوى إثر سقوط طائرة عسكرية من نوع “هيركول سي 130”، حين اصطدمت بجبل فرطاس بالقرب من مدينة عين مليلة، 40 كلم عن مطار قسنطينة، حيث لقي 77 شخصا مصرعهم، جلهم من الجنود وعائلات العسكريين، فيما نجا شخص واحد تم تحويله للمستشفى العسكري بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، في حين شكل قائد الناحية العسكرية الخامسة خلية أزمة لمتابعة الوضع. ذكرت مصادر مطلعة ل”الخبر” أن برج المراقبة بمطار قسنطينة فقد الاتصال بالطائرة العسكرية القادمة من تمنراست، على بعد 40 كلم من المطار قبل منتصف نهار أمس، حيث حاول العاملون بالبرج الاتصال بطاقم الطائرة لمدة فاقت الساعة والنصف، دون جدوى، قبل الإعلان عن سقوطها، حين حاول قائد الطائرة المناورة والوصول إلى مدرج المطار، إلا أن سوء الأحوال الجوية حالت دون ذلك، ما تسبب في سقوطها بين سلسلة جبال فرطاس بمنطقة بئر عقلة في بلدية أولاد قاسم دائرة عين مليلة. كما قالت مصادرنا إن الطائرة العسكرية التي أقلعت من مطار تمنراست، نزلت أولا بمطار ورڤلة، كمحطة أولى قبل أن تواصل رحلتها نحو قسنطينة، حيث كانت تقل، حسب مصادرنا، 77 شخصا، باحتساب طاقم الطائرة، 90 في المائة منهم من الجنود المنخرطين في الجيش الوطني الشعبي حديثي التخرج، والذين تم تحويلهم على مختلف الوحدات بالناحية العسكرية الخامسة، كما ضمت أيضا عددا قليلا من الضباط ومنهم طاقم الطائرة، إضافة إلى بعض العائلات من بينهم زوجة وابنة نائب قائد الناحية العسكرية السادسة لتمنراست، مع تسجيل نجاة شخص واحد وجد في حالة حرجة، نقل على جناح السرعة بواسطة طائرة عمودية للمستشفى الجامعي العسكري للناحية الخامسة بالمدينة الجديدة علي منجلي. وقد وقفت “الخبر” عند تنقلها لمكان الحادث، الذي يبعد بأكثر من 10 كلم عن أقرب طريق، على هول الحادث، حيث انقسمت الطائرة إلى نصفين، وتناثرت أشلاء الضحايا، عدد كبير منها متفحمة بفعل انفجار خزانات الوقود خلال الارتطام، حيث هرعت فرق الحماية المدينة المدعومة بوحدات الجيش الوطني الشعبي، ومصالح الدرك الوطني، وحتى الجمارك والأمن الوطني، ما شكلوا فريقا بأزيد من 1000 عون، لإجلاء الضحايا المتوفين والبحث عن ناجين في محيط الحادث، فيما حلقت الطائرات العمودية العسكرية بكثافة فوق مكان الحادث. كما استعانت فرق الإنقاذ بآليات الأشغال العمومية لفتح بعض المسالك، وشق الطريق، بغرض الوصول إلى مكان الحادث، الذي وقع بين جبلين يستحيل الوصول إليه بالمركبات، وهو ما استغرق وقتا للوصول إلى مكان الحطام، في حين اضطرت الطلائع الأولى التي وصلت إلى أقرب نقطة من الحطام إلى المشي قرابة 10 كلم. وفي سياق متصل كشفت مصادرنا عن تنقل قيادات القوات الجوية للجيش الوطني الشعبي لمكان الحادث رفقة خبراء في الطيران، الذين باشروا تحقيقاتهم، مع استرجاع العلبة السوداء للطائرة، قصد تحليل بياناتها، ومعرفة ظروف وملابسات السقوط، مع تشكيل خلية أزمة على مستوى قيادة الناحية العسكرية الخامسة، برئاسة قائد الناحية العسكرية، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر مقربة أن نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي تنقل آخر نهار أمس إلى قسنطينة، للوقوف شخصيا على مجريات البحث عن أحياء، وكذا التحقيقات التي باشرتها مصالحه المختصة. للإشارة فإن المصور الصحفي لجريدة “الخبر” تم توقيفه من قبل وحدات الجيش الوطني الشعبي، ونزع آلة التصوير منه، مطالبين إياه بمغادرة المكان، على أن يجد آلة التصوير المحجوزة لدى مصالح الدرك الوطني لعين مليلة، بعد مسح كل الصور التي بداخلها والتي تخص الحادث. بوتفليقة يعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام أعلن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، عن حداد وطني لمدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم (الأربعاء)، بعد تحطم طائرة عسكرية، أمس، بأم البواقي والتي خلفت العديد من القتلى. وجاء في برقية تعزية وجهها الرئيس بوتفليقة إلى نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، وكافة عائلات الضحايا “إن الجنود الذين سقطوا اليوم إثر تحطم الطائرة العسكرية هم شهداء الواجب، لذا نعلن حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم 12 فيفري 2014”. كما أعلن رئيس الجمهورية أن يوم الجمعة القادم “سيكون يوم ترحم بإذن الله على أرواحهم الطاهرة عبر سائر التراب الوطني وفي جميع مساجد الجمهورية”.
قائد الطائرة حاول الهبوط اضطراريا في القاعدة العسكرية بأم البواقي أشار مصدر أمني إلى أن قائد طائرة النقل التابعة للقوات الجوية التي كانت تؤمّن نقل عسكريين من مطار تمنراست العسكري إلى قسنطينة مرورا بورڤلة، حاول الهبوط اضطراريا في القاعدة الجوية بأم البواقي، لكنه لم يتمكن من تنفيذ هبوط اضطراري بالطائرة دقائق قبل سقوطها. وقال مصدر أمني رفيع إن قائد الطائرة أجرى اتصالات بنظام المراقبة بالرادار التابع للقاعدة الجوية في أم البواقي، طالبا إذنا بالهبوط، وفي غضون دقائق تحطمت الطائرة. ويأتي ذلك في وقت شكلت هيئة أركان الجيش الوطني الشعبي لجنتين، الأولى أمنية عسكرية والثانية تقنية مكونة من خبراء تقنيين في مجال سلامة أمن الطائرات العسكرية. وتتكون اللجنة من خبراء من القوات الجوية تلقوا تدريبا في الولاياتالمتحدة في مجال صيانة الطائرات من نوع سي 130، أما اللجنة الثانية فهي لجنة أمنية تم تكليفها بالتحقيق حول هوية ركاب الطائرة من العسكريين وغير العسكريين وإعداد تقرير حول احتمال تعرض الرحلة لعمل تخريبي. وأشار مصدر من القوات الجوية الجزائرية إلى أن قائد القوات الجوية الجزائرية اللواء لوناس عبد القادر تنقل إلى أم البواقي للإشراف على التحقيق الذي أمر به نائب وزير الدفاع الوطني الفريق ڤايد صالح. وزارة الدفاع: وفاة 77 شخصا لقي 77 راكبا حتفهم في حادث سقوط طائرة النقل العسكرية من نوع “هيركول سي 130”، أمس، بجبل فرطاس بنواحي أم البواقي، في حين نجا شخص واحد تم نقله إلى المستشفى العسكري بقسنطينة. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الوطني أنه “تبعا للخبر المتعلق بتحطم طائرة نقل عسكرية من نوع “هيركول سي 130”، تابعة للقوات الجوية اليوم الثلاثاء (أمس) فوق جبل فرطاس بعين مليلة (ولاية أم البواقي) نتيجة الظروف الجوية السيئة السائدة في المنطقة، والتي كانت تقل أربعة وسبعين (74) مسافرا، بالإضافة إلى طاقم الطائرة المتكون من أربعة (04) أفراد، تم تسجيل سبعة وسبعين (77) ضحية وناج واحد (01) تم نقله إلى المستشفى العسكري الجهوي بقسنطينة”. وذكر البيان أن الطائرة التي كانت في رحلة جوية قادمة من تمنراست باتجاه قسنطينة، انقطع الاتصال بها في حدود الساعة (11 سا 37 د) صباحا، وتم فور ذلك إرسال ثلاث (03) مروحيات للبحث في المنطقة، حيث تم تحديد مكان سقوطها بجبل فرطاس قرب دوار العقلة، 18 كم شرق مدينة عين مليلة (ولاية أم البواقي).