أوضحت الدكتورة فتيحة غاشي، رئيسة مصلحة سرطانات الأطفال بمركز بيار وماري كوري، أنه نظرا للتغير الذي طرأ على الوضعية الإيبدميولوجية بالجزائر، في السنوات الأخيرة، بات السرطان أحد الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال، مضيفة أن 70 بالمائة من حالات استشفاء الأطفال عندنا مردها الإصابة بأحد أنواع سرطان الأطفال. وأضافت محدثتنا أنه في الوقت الذي كان يموت أطفالنا بسبب مضاعفات مرض السل والإصابات الرئوية، وأحيانا أخرى بسبب الإصابة بداء الحصبة، بات السرطان، بمختلف أنواعه، أحد الأسباب الرئيسية لموت الأطفال في السنوات الأخيرة، و«يكفي أن نقصد مصالح أمراض الأطفال بمختلف مستشفيات الجزائر لنجد أن 70 بالمائة من حالات الصغار المتواجدين بها مصابون بسرطان ما” تقول محدثتنا، مشيرة إلى أن هذا الوضع الجديد وراء ترجيح كفة هذا المرض الخطير عند أطفال الجزائر على حساب أمراض أخرى، مؤكدة تسجيل أكثر من 1000 حالة جديدة سنويا لمختلف أنواع سرطانات الأطفال. وعن أكثر أنواع السرطانات انتشارا لدى فئة الأطفال، أضافت محدثتنا أن سرطان الدم هو أكثر الأنواع انتشارا عند الأطفال متبوعا بسرطان اللموفوما، يليهما سرطان أورام المخ ثم سرطان العظام، يأتي بعد ذلك سرطان الأنسجة الرخوة وبعده سرطان العين، مع الإشارة إلى أن هذا الأخير هو النوع الذي يتوفر على نسبة أكبر من النجاح في علاجه، نظرا لأن تشخيصه يتم مبكرا بسبب ظهور أعراضه للعيان. وعن مسألة الكشف عن سرطانات الأطفال، قالت غاشي ”يجب أن نعرف أن سرطانات الأطفال تتكرر بمعدل 100 مرة أكثر من سرطانات الشخص البالغ، كما أنها تتطور بصفة سريعة جدا، وبالتالي فكلما تم الكشف عنها مبكرا كلما تمكننا من علاجها، لكن للأسف تصلنا حالات صغار في أوقات متأخرة ولا يمكننا بالتالي إنقاذها”، وهذا لا يعني، حسب محدثتنا، انعدام نسبة نجاح العلاج تماما، بل يمكن التأكيد على أن نصف الحالات تتماثل للشفاء والفضل يرجع للتكفل النوعي بالمرضى لأطبائنا المختصين في مجال أنكولوجيا الصغار، ورغم ذلك تبقى هناك نقائص كبيرة يجب تداركها لاتقاء وفيات أكثر في وسط هؤلاء الصغار، تشير رئيسة مصلحة سرطانات الأطفال ببيار وماري كوري.