قامت الجزائر بتدعيم مبيعاتها من غازي البروبان والبوتان المميع باتجاه مصر، في انتظار تلبية طلب القاهرة بخصوص تزويدها بشحنات من الغاز الطبيعي المميع، حيث تبقى الجزائر حاليا أفضل البدائل بالنسبة لمصر مقارنة بقطر وروسيا، رغم الإشكال المطروح بخصوص التسعيرة العالية للغاز الجزائري. وتفيد أولى المؤشرات بأن الجزائر ستدعم إمدادات غازي البروبان والبوتان هذه السنة باتجاه مصر، في وزقت عرفت فيه قيمة صادراتها تراجعا ما بين 2012 و2013، حيث قامت الجزائر بتصدير ما قيمته 628.297 مليون دولار عام 2013 مقابل 753.590 مليون دولار في 2012، وقدرت الكمية المصدرة من قبل الجزائر سنة 2013 باتجاه مصر، ب593.580 ألف طن من غاز البوتان الذي يمثل نسبة 79.8% من مجموع الصادرات الجزائرية باتجاه مصر، كما قامت الجزائر بتصدير 177.407 ألف طن من غاز البروبان أو ما نسبته 18.06% من إجمالي ما تصدره الجزائر إلى مصر. ويأتي تدعيم الصادرات الغازية المرتقبة هذه السنة للقاهرة، في وقت تتجه الجزائر إلى تلبية المطالب المصرية بعد أن رفضت طلبا في بداية ومنتصف سنة 2013 بالنظر إلى محدودية القدرات الجزائرية، في مجال الرفع من الصادرات الخاصة بالغاز الطبيعي المميع، علما أن الصادرات الغازية الجزائرية تراجعت إلى حدود 55 مليار متر مكعب، بعد أن كانت تصل إلى 63 مليار متر مكعب. وطلبت مصر في ماي 2013 استيراد كميات من الغاز الجزائري، كما قامت بمفاوضات مع الدول المصدرة الأخرى مثل روسيا والمملكة العربية السعودية لضمان إمدادات إضافية لتفادي أي نقص لهذه المادة، خاصة أن القاهرة عانت دوريا من تقلبات ونقص في مواد طاقوية منها السولار ووقود التدفئة، رغم أنها دولة منتجة ومصدرة للغاز أيضا. وتعتبر الجزائر مع المملكة السعودية أهم مموني السوق المصرية بغاز البوتان المميع، حيث تزود الجزائر مصر بحوالي 500 إلى 600 ألف طن سنويا كمعدل، فضلا عن أكثر من 60 إلى 70 ألف طن من غاز البروبان المميع. علما أن الصادرات الجزائرية تساهم في تخفيف الضغط على السوق المحلية وتلبية الحاجيات المتزايدة لسوق يعرف نموا متزايدا سنويا، ورغبت مصر في الرفع من الكميات المصدّرة من الجزائر إلى مصر من المادتين أي غاز البوتان والبروبان المميع. وترغب القاهرة في تنويع مصادر تموينها موازاة مع تفادي الخيار القطري، وهو ما دفعها إلى التفاوض أيضا مع أكبر المنتجين الدوليين روسيا لتزويدها بكميات من الغاز الطبيعي المميع، حيث تتوفر روسيا على فوائض وبأسعار تفضيلية.