هنأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الشعب الجزائري والحكومة على إجراء الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي ”بطريقة سلمية على العموم”، دون أن يشير إيجابا أو سلبا لمدى شفافية الانتخابات، ودعا بان كي مون الرئيس المنتخب إلى تعزيز العملية الديمقراطية. تفاعل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 17 أفريل الماضي، وأعطى المسؤول الأممي انطباعا كأنه كان يخشى من وقوع أحداث عنف، ما جعله يحيي ”الطريقة السلمية” التي جرت فيها الرئاسات، في رسالة نشرها متحدث باسمه على موقع الأممالمتحدة على شبكة الإنترنت، وليس من عادة كي مون التعاطي مع نتائج الانتخابات في الجزائر، ما يترك أكثر من قراءة وراء تخصيصه رسالة خاصة بالرئاسيات الأخيرة. وشجع بان كي مون في بيانه الحكومة الجزائرية وجميع الأحزاب السياسية على ”العمل معا بطريقة شاملة وسلمية للحفاظ على الاستقرار وتعزيز العملية الديمقراطية في الجزائر”، مجددا التزام الأممالمتحدة بدعم جهود الجزائر في الإصلاحات الديمقراطية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، وقد ورد في البيان وفي أكثر من مرة فكرتان: الأولى تتحدث عن الاستقرار والأمن، والثانية تتحدث عن ”العمل معا” بين مؤسسات الحكم والمعارضة. وأشار البيان الى أن الأممالمتحدة استجابت لطلب الجزائر وأرسلت 3 لجان من الخبراء لمتابعة العملية الانتخابية وإطلاع الأمين العام بان كي مون على تطورات وسير الاقتراع، ويمكن مبدئيا التعرف على زوايا التقرير الذي سيعده هذا الفريق من الخبراء على أساس أن تصريح بان كي مون هو عموما اختصار للتقرير الشفهي الأول المنقول إليه من خبراء اللجان الثلاث التي أوفدت لتغطية الانتخابات الرئاسية، وأن أبرز ملاحظاتها هو ”سلمية” الاقتراع بما يناقض ظروفا مفتعلة صورت الانتخابات أنها بوابة لدخول الجزائر مرحلة توتر قصوى قد تكون شبيهة بأحداث الربيع العربي. وعادة ما تصدر الهيئات الملاحظة للمواعيد الانتخابية تقارير تحتوي على توصيات لا تلزم الحكومة لكنها تؤثر في مسار التعاون المشترك إما إيجابا أو العكس، ويبدو جليا أن الملاحظين الأمميين قد جاؤوا للجزائر بفكرة أنها على موعد مع أحداث عنيفة غذتها عدة معطيات: الظرف الإقليمي المتأجج، والداخلي غير المريح في وجود حملة دعائية تحدثت عن مخطط فوضى مزعوم، لكن كل تلك التقارير في النهاية أثبتت التجربة الانتخابية أنها مجردة عن الحقيقة. وتحمل دعوة كي مون للحكومة الجزائرية بالعمل سويا مع باقي السياسيين إشعارا بضرورة التفتح على قوى المعارضة، ”يشجع بان كي مون الحكومة الجزائرية وكافة الأطراف السياسية في البلاد على العمل معا بطريقة شاملة وسلمية للمحافظة على الاستقرار وتعزيز العملية الديمقراطية في البلاد”، وقد أعطت الرئاسيات صورة عن غياب وفاق وطني بابتعاد الإسلاميين والعلمانيين عن المشاركة في الحكم وتقلص أدوات ممارسة الرئاسة.