تأكد أمس رسميا إصابة جزائريين بفيروس كورونا، ويتعلق الأمر برجلين يبلغان من العمر 66 و69 سنة كانا في المملكة العربية السعودية في إطار أداء مناسك العمرة، وتم الكشف عن الإصابتين من طرف مصالح مديرية الصحة لولايتي تيبازة وتلمسان. لم يحمل بيان وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أمس السبت، أي تفاصيل بخصوص الحالتين المصابتين بالفيروس، واكتفى بتأكيد “الإصابة”، مع التكتم على تاريخ عودتهم من البقاع المقدسة أو مكان تلقيهم العلاج والإجراءات الصحية المتخذة لتفادي تنقل العدوى للعاملين بالمستشفى. وعلمت “الخبر” بأن وزير الصحة، عبد المالك بوضياف، قد دعا إلى عقد اجتماع طارئ بمقر دائرته الوزارية، لم يحدد تاريخه بعد، لبحث تأثيرات فيروس “كورونا” بعد تسجيل إصابتين في الجزائر، مع وضع القادمين من البقاع المقدسة تحت الرقابة الطبية. وقال مصدر مسؤول بوزارة الصحة، رفض الكشف عن هويته، إن الجزائر تتابع عن كثب الحالة الوبائية لانتشار فيروس كورونا منذ ظهوره لأول مرة بالأراضي السعودية، مؤكدا بأنه وبعد اكتشاف الحالتين في الجزائر، يتعين فرض المزيد من الرقابة على حدودنا ومطاراتنا. بالمقابل، طمأن نفس المتحدث بأن الجهات المكلفة بصحة الحجاج والمعتمرين الجزائريين ستعقد لقاءات مكثفة مع الجانب السعودي، للاطلاع على النصائح وكيفية توعيتهم لتفادي الإصابة بالفيروس. لافتا إلى أنه رغم عدم وجود مخاوف كبيرة في ظل الوضع الحالي للمرض بتلك الدول، إلا أن الوزارة تتخذ جميع الإجراءات الوقائية والاحترازية لمنع انتقاله إلى الجزائر وانتشاره بين الحجاج والمعتمرين الجزائريين. من جهتها، دعت منظمة الصحة العالمية، أمس، إلى ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة بشأن فيروس كورونا، وذلك عقب اجتماع أعضاء لجنة الطوارئ المعنية باللوائح الصحية الدولية بمنظمة الصحة العالمية، حيث ناقش المجتمعون المعلومات المقدمة من الدول الأعضاء المتضررة من فيروس كورونا. ووفق بيان نشره موقع الأممالمتحدة، ذكرت اللجنة أن “خطورة الوضع قد ازدادت فيما يتعلق بالأثر الصحي العمومي، وأنه، مع ذلك، لا توجد أية دلائل تدل على صمود انتقال العدوى بين البشر”. وبحسب البيان، فقد حضر المؤتمر ثلاث عشرة دولة أبلغت عن حالات إصابة بفيروس كورونا أو عن دلائل على حدوث العدوى منذ ديسمبر 2013، وهي مصر اليونان، الأردن، الكويت، لبنان، ماليزيا، عمان، الفلبين، قطر، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الولاياتالمتحدةالأمريكية، اليمن، وآخرها الجزائر. وحثت اللجنة المنظمة والدول الأعضاء بقوة على “اتخاذ خطوات فورية من أجل تحسين السياسات الوطنية الخاصة بالوقاية من العدوى ومكافحتها، وتنفيذ هذه السياسات في مرافق الرعاية الصحية في البلدان كافة”. ودعت اللجنة المنظمة إلى “دعم البلدان سريعة التأثر بوجه خاص، ولاسيما في منطقة إفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى”. وأضافت إلى ذلك “تعزيز الوعي بصورة كبيرة، وإبلاغ الجمهور والمهنيين الصحيين والفئات المعرضة للمخاطر وراسمي السياسات عن مخاطر فيروس كورونا”. ويعتبر فيروس “كورونا”، أو ما يسمى الالتهاب الرئوي الحاد، أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، ولا توجد حتى الآن على مستوى العالم معلومات دقيقة عن مصدره ولا طرق انتقاله، كما لا يوجد تطعيم وقائي أو مضاد حيوي لعلاجه، وسجل بالمملكة العربية السعودية لحد الآن وفاة أكثر من 115 شخص وإصابة أكثر من 400 آخرين.