اتفق كل من رشيد بوجدرة وأمين الزاوي على أن الروائي الكولومبي الراحل غابرييل غارسيا ماركيز يعد روائيا كبيرا، أثر في مسار الرواية العربية وجلب اهتمام القراء العرب، لكنه في المقابل لم يؤثر فيهما. قال رشيد بوجدرة، أول أمس، خلال التكريم الذي نظمه المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب بساحة رياض الفتح، للروائي الكولومبي الراحل غابرييل غارسيا ماركيز، إن المؤسس الفعلي لتيار الواقعية السحرية في الأدب، هو الروائي الألماني غونتر غراس، بفضل ثلاثيته الشهيرة التي تدعى ثلاثية ”دانتزيغ”. وأشار بوجدرة إلى أن العالم التفت لرواية ماركيز ”مائة عام من العزلة”، لكونها رواية سهلة القراءة، وتروي حكاية في متناول الجميع. ونفى بوجدرة بالمناسبة أن يكون قد تأثر برواية ماركيز أثناء تأليف روايته الشهيرة ”ألف وعام من الحنين”، مثلما روّج له بعض النقاد المصابين بعقدة الغرب على حد تعبيره، وقال إن العمل الكبير الذي تأثر به أثناء كتابة رائعته ”الف وعام من الحنين” هي ”ألف ليلة وليلة” وكذا أعمال أستاذه الكبير وليام فولكنر، موضحا بأن ماركيز نفسه تأثر بعوالم فولكنر، وقد أفصح عن ذلك في عدة مناسبات. كما اعتبر صاحب ”الحلزون العنيد” أن ماركيز يبقى روائيا كبيرا وله عوالم خاصة به، تعبّر عن واقع أمريكا اللاتينية، باعتباره واقعا شبيها بالواقع الجزائري من حيث انتشار ذهنية التخلف. من جهته، قال أمين الزاوي إن ماركيز روائي عظيم، لكنه لم يتأثر به بدوره. وذكر أن القراء العرب وجدوا في ماركيز روائيا كبيرا بسبب تناوله موضوع الاستبداد في أمريكا اللاتينية، وهي نفس الظاهرة التي يعاني منها المواطن العربي، إضافة إلى كون القارئ العربي وجد في أعمال ماركيز عوالم سحرية وحكيا قريبا من أجواء ”ألف ليلة وليلة”. وبخصوص ترجمة ماركيز إلى العربية، أوضح الزاوي بأن العرب لم يترجموا ماركيز بشكل جيّد، بما في ذلك ترجمات صالح علماني المتخصص في نقل الرواية اللاتينو أمريكية إلى العربية. ويعتقد الزاوي أن القارئ العربي قرأ ماركيز ناقصا، وقد تنبه لذلك بعد أن اطلع على أعمال الروائي الكولومبي باللغة الإسبانية والعربية معا. يذكر أن المهرجان سيشهد اليوم السبت على الساعة الرابعة والنصف تنظيم ندوة ينشطها عبد الله بن عدودة حول ”كرة القدم والأدب”، يشارك فيها كل من أنور بن مالك، يحي بلعسكري، والبرازيليين رودريغو سيرياكو وروجيريو بيرييرا.