Iتطرق، أول أمس، الكاتب والصحفي الكولومبي ”داسو سالديفار”،، إلى الأعمال الأدبية للكاتب الكولومبي الحائز على نوبل، ”غابرييل غارسيا ماركيز”، وإلى العلاقة الشخصية التي جمعت بينهما، وأشار إلى أن الصحافة، التي شغف بها، هي بوابة انطلاق ماركيز إلى عالم الكتابة، حيث أن شهرته التي ملأت العالم، وجعلته حاضرا على نطاق واسع، كان من خلال كتابته للرواية ”مئة سنة من العزلة”، والتي نال بها جائزة نوبل للآداب عام 1982. وأوضح سالديفار في ندوة تكريمية للروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركييز بقاعة المحاضرات ”سيلا”، أن ما دفعه به إلى كتابة سيرة ذاتية عن حياة الروائي، المتوفى حديثا، ”هي القراءة للرواية، والتي دفعتني لأهتم وابحث بالتدقيق ما وراء الرواية”، وسرد حيثيات حياة غابرييل غارسيا ماركيز. وحول رؤية ماركيز للعرب والعلاقة التي ربطته بالعالم العربي، قال الكاتب والصحفي سليمان زغيدور، نلاحظ أن العديد من الشخصيات في رواية ”100 سنة من الوحدة” هي عربية، بحكم العدد الكبير من المهاجرين العرب، الذين اندمجوا في البيئة الاجتماعية اللاتينية، منذ أولى الهجرات إلى أمريكا اللاتينية، بحيث سنة 1492 سقطت غرناطة والحضارة الأندلسية، فرافق العديد من العرب ”كريستوف كولومب” لدى اكتشافه لأمريكا اللاتينية، كما أضاف المتحدث أن ”ماركيز” في سنة 56 أوقفته الشرطة الفرنسية بمدينة باريس، لكون البنية الجسدية للروائي الكولومبي تتشابه مع الجزائريين، الذين اكتشف نضالهم الثوري، خلال تلك اللية، بحكم مبيته في زنزانة مع 20 جزائري موقوف، فتعاطف ماركيز مع الثورة الجزائرية، وحافظ على صداقته مع الجزائريين بعد الاستقلال ليزورها سنة 1979 بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاندلاع ثورة التحرير. وتابع الأستاذ الجامعي عبد الله حميدي، المختص في الأدب اللاتيني، الحديث عن الأسلوب الروائي لغابريال غارسيا ماركييز، الذي تميز بالواقعية السحرية في سرد الأحداث، حيث كان ينقل الواقع بطريقة شعرية، وهذا ما نجده في محتوى رواية ”100 عام من الوحدة”، والتي ابرز فيها الروائي الواقع الذي كانت تعيشه عائلته الكبيرة، وكذا المشاكل التي نجمت عن انعدام المحبة وعدم الحوار بين أفراد العائلة، بحيث أراد ماركيز أن يعكس من خلال الواقع المعيشي لعائلته، الواقع الذي يعيشه العالم والبشرية ككل.