أثار جاك بومبارد، في نص سؤال كتابي، انتباه وزير الداخلية الفرنسي، إلى أنه ”بعد المقابلات التي أجراها المنتخب الجزائري ضد كوريا الجنوبية وروسيا، قام المناصرون الجزائريون بالخروج في عدة مدن فرنسية وخاصة في جادة الشانزيليزي من أجل الاحتفال بفوزهم”. وأبرز بومبارد، الذي لا ينتمي لأي تشكيلة سياسية داخل الجمعية الوطنية الفرنسية، أن ”بلدية تولوز هي الأخرى عرفت قيام المناصرين الجزائريين برفع الراية الجزائرية على مقرها وإحلاله مكان الراية ثلاثية الألوان (العلم الفرنسي)”. وتنطوي الكثير من الاتهامات التي لاحقت المناصرين الجزائريين على تهويل مقصود، فضحت جزءا منه الصحافة الفرنسية. وفي نفس السياق، طلب النائب الذي يمثل منطقة ”الفوكليز”، من الوزير برنارد كازنوف، إن كان ”مسموحا أن تتناسى الدولة في هذه الحالة وفي العديد من الحالات الأخرى، فرض احترام قوانين الجمهورية، تاركة سيادتها تتلاشى تدريجيا”. وتساءل بومبارد أيضا: ”متى سيكون للحكومة الإرادة لتطبيق قوانين الجمهورية دون التمييز بين الجاليات”. وكانت مباراة الجزائر وروسيا قد أعقبتها اعتقالات في صفوف مناصري المنتخب الوطني من قبل الشرطة الفرنسية بسبب تصرفات قالت إنها ”غير مقبولة”. واستغلت هذه الأحداث كالعادة من اليمين المتطرف الذي يعرف صعودا قويا في فرنسا، لمهاجمة سياسات الهجرة ومزدوجي الجنسية في فرنسا. لكن معظم الاتهامات التي وجهت لمشجعي الفريق الجزائري بالعنف والإضرار بالممتلكات، سرعان ما تبين زيفها بعد أن كشفت صحيفة ”لوموند” أن العديد من تلك الصور سرّبها مناضلون في حزب لوبان كانت ”صورا مزورة” لتأليب الرأي العام الفرنسي ضد كل ما يرمز للعرب والمهاجرين. وقبل أيام من إحياء ذكرى الحربين العالميتين التي أقيمت بمناسبة العيد الفرنسي في 14 جويلية، اعتبر بومبارد في خطاب تلاه في الجمعية الوطنية، مشاركة جنود جزائريين وفيتناميين في الحدث ”استفزازا مرفوضا”، متحججا بأن ”الجزائر وفيتنام لم يقدما اعتذارا لآلاف ضحايا التعذيب الذين كانوا مرتبطين بفرنسا”. واستغرب من ”إقدام المسؤولين الفرنسيين على هذه المبادرة”. وأضاف النائب في التجمع الذي كان تحت عنوان ”لا للحضور الجزائري والفيتنامي في استعراض 14 جويلية”، قائلا: ”استفسرت الحكومة الفرنسية حول هذه المسألة لكني لم أتلق أي إجابة. لقد كانت حكومة الرئيس ”العادي” (وصف أطلقه هولاند على نفسه في حملته الانتخابية 2012)، دون شك مشغولة باستقبال بعثات الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وتسونغ تان سانغ، عوض الرد على ممثل الشعب”. وأوضح بومبارد في خطابه المنشور على موقعه على الأنترنت أمام جمعيات الحركى والأقدام السوداء، أن ”احتجاجهم يترجم غضب الفرنسيين من هؤلاء السياسيين الذين يتجاهلون صفحات كثيرة من التاريخ”. وقال إن ”التوبة الأحادية والمستمرة في ملف الذاكرة أصبحت لا تطاق”. ويعتبر جاك بومبارد من وجوه اليمين المتطرف في فرنسا، حيث كان ينتمي إلى حزب الجبهة الوطنية لصاحبه جون ماري لوبان ثم استقال منه سنة 2005، لينضم إلى الحركة من أجل فرنسا، قبل أن يستقيل منها هي الأخرى ويؤسس في 2010 رابطة الجنوب التي تضم كثيرا من المنتمين سابقا إلى الجمعية الوطنية وتنشط تحديدا في الجنوب الفرنسي.