ترتب الولاياتالمتحدةالأمريكية لملاحقة وضرب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا، على نحو ما تقوم به حاليا في العراق ضد هذا التنظيم، إذ يعتزم الرئيس باراك أوباما الشروع في مشاوراته مع حلفائه الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي، مطلع شهر سبتمبر المقبل، لتدارس خطة محاربة داعش، لكن هل تمضي واشنطن على نحو جدي للتدخل عسكريا في سوريا؟ مؤشرات الترتيب لتوسيع رقعة محاربة تنظيم (داعش) خارج العراق، بل داخل سوريا، تكمن في تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي أطلقها في ندوة صحفية، أول أمس، جاء فيها أنه “طلب من الوزير جون كيري الذهاب إلى الشرق الأوسط لتدارس سبل بناء تحالف إقليمي ودولي ضد تنظيم (داعش)، كما طلب من وزير الدفاع إعداد مجموعة من الخيارات لمواجهة التنظيم”. ولكن الانطباع العام الذي تركته أقوال باراك أوباما الذي بدا متحمسا لملاحقة (داعش) خارج العراق، هو عدم التسرع في استصدار أي قرار بشأن التدخل في سوريا لملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية، إلى غاية نضج بعض المتغيرات، وهو الذي قال “لا أرغب في وضع العربة أمام الحصان”، لأن الأولوية بالنسبة إليه هي تدارس خطة بناء تحالف دولي إقليمي قادر على تقديم دعم جوي للقوات العسكرية، وكذا توفير تدريب وعتاد ودعم من المعارضة المعتدلة والسنيين في سوريا، وهو الذي صرح قائلا “الأسد لا يملك القدرة على الدخول لمناطق يسيطر عليها تنظيم (داعش)، وبالتالي فإن أمريكا ليست مضطرة لأن تختار بين داعش والأسد”. وتبعا لهذه المعطيات، لم يحدد باراك أوباما أي إستراتيجية للتدخل بعد في سوريا، إلا أنه يعتزم في غضون أيام الشروع في مشاورات مع حلفاء أمريكا في الحلف الأطلسي لتباحث إمكانية تشكيل حلف دولي يسهل مهمة ملاحقة (داعش) في سوريا. لكن هل تمضي واشنطن على نحو جدي للتدخل عسكريا في سوريا للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، خاصة إذا علمنا أن التدخل العسكري في سوريا ستكون له تكلفة باهظة الثمن من الناحية البشرية والمادية، على اعتبار أن واشنطن رفضت في وقت سابق إرسال قوات برية إلى العراق، فضلا عن كون الحرب التي تقودها في أفغانستان منذ 2001 راح ضحيتها أزيد من ألفي جندي أمريكي، ناهيك عن التكلفة المادية، أم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية سيكون لها “تدخل مفيد” قليل الأضرار وخفيف المخاطر، تبحث فيه بسوريا بالدرجة الأولى عن حل سياسي توافقي لمختلف الأطراف المتصارعة، وباليد الأخرى تحشد الدعم لمحاربة (داعش)، ومن ثمة تبييض صورتها على خلفية تصاعد بعض أصوات الدول العربية والإسلامية ممن راحت تقول إن هذا التنظيم الارهابي هو من صنع بعض الدول الغربية. ولا يزال هذا التنظيم يحصد مزيدا من الأرواح، إذ أفادت وكالة “فرانس بريس” أمس أن (داعش) أعدمت 250 جندي سوري في معمل للقرميد بمنطقة الرقة، كانوا يحاولون الفرار من محيط مطار الطبقة العسكري الواقع شمال سوريا بعد أسرهم، وهو ما أكده مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما قالت مصادر أخرى إن جبهة النصرة اعتقلت جنودا أمميين.