اتفقت الولاياتالمتحدة وتسع دول مشاركة في حلف شمال الأطلسي على أن تنظيم الدولة الإسلامية يشكل تهديدا خطيرا على الدول الأعضاء في الحلف، وتعهدت بالتصدي له والتضييق على موارده المالية وملاحقته عسكريا. وفي ختام القمة طالب باراك أوباما الدول العربية الحليفة برفض ”الفكر الإرهابي” الذي يطرحه تنظيم الدولة الإسلامية، كما حمل الرئيس الأمريكي كل من تنظيم داعش والرئيس بشار الأسد مسؤولية الأعمال الدموية التي تحدث بالمنطقة، مطالبا المعارضة السورية بالتصدي له، وأضاف أن التحالف الجديد الذي يتألف قوامه من دول الناتو سيكون قادرا على إعداد حملة مستدامة لدحر المسلحين، وأضاف الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمته بالجلسة الختامية لمؤتمر قمة الناتو قائلا: ”لم أواجه أي مقاومة أو معارضة فيما يتعلق بالفكرة الأساسية القائمة على أن لنا دورا حيويا في دحر هذا التنظيم الهمجي الذي يتسبب في فوضى عارمة بالمنطقة ويؤذي كثيرا من الناس ويشكل تهديدا طويل الأجل لأمن وسلامة أعضاء حلف الناتو”، وفي إطار طرحه لإستراتيجيته تجاه العراق، أشار أوباما إلى إمكانية شن حملة عسكرية عريضة شبيهة بتلك التي تمكن الجيش الأميركي بها من التصدي لتنظيم القاعدة على طول الحدود الباكستانية مع أفغانستان واستئصال قيادته، وتقليص الأراضي التي استولى عليها، ودك العناصر الموالية له عبر ضربات جوية منتظمة باستخدام طائرات بدون طيار، وأعرب الرئيس الأميركي عن اعتقاده بضرورة دعم دول عربية لسياسته، وتحديدا ذات الغالبية السنية. ومن جهته شدد وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان جون كيري وتشاك هيغل في اجتماعهما مع نظرائهما المشاركين في القمة، على ضرورة أن تُعد الدول الغربية خطة قبل حلول موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من الشهر الحالي، وفي الوقت ذاته، قال الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن أن أعضاء الحلف وافقوا على تنسيق مساعداتهم للعراق، وأضاف أنهم سيشكلون بعثة لتدريب القوات العراقية ورفع قدراتها، كما اتفق الحلف على تعزيز التعاون بين الدول فيما يتعلق بتبادل المعلومات بشأن المقاتلين الأجانب، بعد أن حذرت دول من بينها الولاياتالمتحدة من أن عددا من مواطنيها ”المتطرفين” سافروا إلى سورياوالعراق للقتال هناك، ما أثار قلق تلك الدول وخوفها من عودة مواطنيها هؤلاء إلى بلدانهم لشن هجمات داخلها، كما أعلنت واشنطن إيفاد وزير خارجيتها جون كيري إلى المنطقة لتنسيق الجهود في مواجهة تنظيم ”داعش”، فيما أنهت قمة دول حلف شمال الأطلسي أعمالها بما يشبه الاتفاق على تشكيل تحالف دولي ضد تنظيم داعش.