انتقدت نقابة عمال التربية وضعية المطاعم المدرسية بالابتدائيات، وشددت على ضرورة تحويل تسييرها من البلديات إلى الوزارة، بسبب ”التجاوزات” والنقائص المسجلة، فالوجبات التي تقدمها، يعدها عمال نظافة يعملون على مستوى نفس المدارس، حسب تقارير الصحة المدرسية، التي حذرت من خطرها على صحة التلميذ، كما أن هذه الهياكل لم تفتتح بعد في أغلب المؤسسات ما يطرح أكثر ما سؤال حول وجهة الأموال التي خصصتها الوزارة، لمطاعم مغلقة. طالبت النقابة الوطنية لعمال التربية بفتح تحقيق في وجهة الأموال التي ضختها وزارة التربية، لتسيير المطاعم المدرسية في بلديات عديدة لم تفتح لغاية اليوم، رغم أن الافتتاح الرسمي كان يوم 13 سبتمبر الماضي، وحذرت من التلاعب بهذا الملف، مادام الأمر يتعلق بتلاميذ ابتدائيات من المفروض أن تكون لهم الأولوية في شروط السلامة والنظافة. وفي هذا الإطار بالذات، قال المكلف بالتنظيم على مستوى ”اسنتيو” يحياوي قويدر إن بقاء تسيير المطاعم المدرسية في الابتدائيات، في يد المجالس الشعبية، أمر غير معقول ولا مبرر، باعتبار أن تسييرها على مستوى المتوسطات والثانويات تتكفل به وزارة التربية، تحت إشراف المقتصد الذي يتحمل وحده مسؤولية استغلال الغلاف المالي لكل مطعم. وانتقد محدثنا، حسب تقرير أعدته نقابته، نوعية الوجبات المقدمة على مستوى المطاعم، وافتقارها لأدنى شروط النظافة، فإعداد الوجبات يتولاه عمال النظافة، يقومون بتنظيف المراحيض والأقسام، فهم أعوان في الشبكة الاجتماعية، تقوم البلديات باستغلالهم في عدة مهام، ضاربة عرض الحائط، عدم توفرهم على الشروط الأساسية، ماداموا ليسوا طباخين ولا يملكون أي خبرة في مجال إعداد الوجبات، ”فما بالك إذا تعلق الأمر بوجبات موجهة لأطفال لا يتجاوز سنهم 10 سنوات..”، وهو ما حذرت منه فرق الصحة المدرسية في تقاريرها. وقال ممثل النقابة إن وزارة التربية تضخ للبلديات سنويا أموالا ضخمة، بلغت هذا العام، 2000 مليار سنتيم، لتمويل 14 ألف مطعم، تتكفل ب3 ملايين تلميذ، لتسيير المطاعم، دون رقيب أو حسيب، ما يفسر ”التجاوزات” المسجلة في هذا المجال، في غياب مستشاري التغذية المدرسية ومفتشي المطاعم، الذين يمثلون أقل نسبة من مستخدمي القطاع، يفتقرون لوسائل التنقل إلى الابتدائيات لمراقبة هذه الهياكل، خاصة في المناطق النائية. وهو وضع أفرز عديد الممارسات والتلاعبات، من تحويل للوجبات الساخنة، وعدم احترام البرنامج الأسبوعي الذي يضعه مستشار التغذية، كما أن العديد من الابتدائيات تلجأ إلى الوجبات الباردة حتى في فصل الشتاء، رغم أنها تستفيد كغيرها من المؤسسات التربوية من غلاف مالي لتحضير وجبات ساخنة، ويبقى مشكل العمال المؤهلين، يقول يحياوي، وإلحاق تسيير مطاعم الابتدائيات بوزارة التربية على غرار المتوسطات والثانويات، الحل المستعجل الوحيد، لتجنيب تلاميذ هذا الطور كارثة صحية حقيقية.