رغم الود المفقود بين أمين عام الأفالان عمار سعداني، ورئيس الجبهة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، غير أن المصالح والأدوار المسندة لكل حزب، ترغمهما للعمل معا، وبالأخص كسر الديناميكية التي خلقتها أحزاب المعارضة في الساحة. وضمن هذا السياق تنخرط مبادرة سعداني لبعث التحالف الحكومي السابق تحت مسمى التكتل الرئاسي. “هذا لا يفاجئنا” يوضح الكاتب والبرلماني الأسبق محند أرزقي فراد، عضو هيئة التشاور التي تضم قوى المعارضة، وأفاد في اتصال هاتفي مع “الخبر”: “من المؤكد أن المبادرة التي طرحناها تزعج السلطة، والدليل على ذلك اللقاء الذي يجمع قيادات من أحزاب الموالاة في نفس يوم اجتماع هيئة التشاور للتشويش، واستغلال وسائل الدعاية التابعة للسطة للتغطية على نشاطنا”. وتابع “من حق قادة أحزاب الموالاة أن يجتمعوا، هذه مناورة مكشوفة المعالم، ونحن على وعي بهذا العمل الذي دبرته السلطة، لكن الفرق بيننا كبير، فما يجمعهم هي مصلحة ضيقة، حماية النظام الفاسد”. ورفض البرلماني الأسبق اعتبار ما تقوم به أحزاب الموالاة ب”الحرب العادلة”، بسبب الفارق في قدرات كل طرف وتوظيف أحزاب لوسائل الإعلام العمومية في صراعها مع المعارضة. وقال فراد “عامة الجزائريين يدركون أن الرئيس منشغل بصحته الميئوس منها، تاركا تسيير شؤون الدولة لآخرين، هذا يعزز موقفنا المطالب بالتغيير، لكننا نواجه عمليات التشويش من قبل السلطة وجبهة القوى الاشتراكية التي سمحت للسلطة بتوظيف الرصيد التاريخي لإنقاذ النظام”. ومن الواضح أن سعداني برأي المتتبعين، يحتاج أكثر من غيره في ظل أزمة حزبه الداخلية، لمثل هذه المقابلات والتكتلات السياسية، لإظهار أن الأفالان فعلا قاطرة في الساحة يقود ولا يقاد، ويبدو أن محاولاته لقيادة القاطرة فشلت، حيث عجز عن إغراء قوى بمبادرته، فالأرندي، لم يظهر حماسة للانخراط في تحالف سياسي جديد مع جبهة التحرير الوطني، بسبب البرودة القائمة في علاقات سعداني مع بن صالح، حيث يرى الأرندي أن التحالف على مستوى البرلمان كاف في هذه المرحلة. ولم ينجح الأفالان في وقت سابق إلا في جر تجمع أمل الجزائر وكتلة الأحرار للتحالف البرلماني، لكن ذلك التحالف ولد ميتا، ولم تتم ترقيته إلى مستوى حزبي، بسبب نزوع قيادة الحزب العتيد للزعامة والأبوية. ولم ينجح سعداني سوى في تطبيع الأوضاع مع جبهة القوى الاشتراكية، بينما باءت محاولته بلقاء قيادة حركة مجتمع السلم بالفشل، بسبب الإخراج السيئ وسوء التخطيط وتراجع قيادة حمس عن قبولها للدعوة توجسا منها بوجود محاولة لكسر التحالف المعارض التي تعتبر احد قواه الرئيسية. ويواجه سعداني تهما بأنه ترك الساحة لخصوم السلطة، مفضلا الاهتمام بشؤونه الخاصة، ويبدو أنه من خلال إطلاق سلسلة لقاءات يسعى أيضا لإثبات أنه ينفذ خارطة الطريق التي وضعت له.