يقدم الأستاذ أحمد بجاوي مساء اليوم الثلاثاء ابتداء من الساعة الثانية والنصف زوالا بمكتبة “الشهاب” في باب الواد، كتابه الجديد الصادر باللغتين العربية والفرنسية (ترجمة مسعود جناح) في نفس الوقت بعنوان “السينما وحرب التحرير.. الجزائر، معارك الصور”. حلل أحمد بجاوي في كتابه الذي حقق إقبالا كبيرا خلال فعاليات الصالون الدولي للكتاب في دورته الأخيرة، علاقة الصورة والسينما بمقاومة الاستعمار، وخلص إلى أن فشل المقاومات الأولى في القرن الثامن عشر تعود إلى تفوق الفرنسيين في استعمال الصورة أثناء الغزو، موضحا أن الأمر ظل كذلك إلى غاية منتصف القرن العشرين، حيث بدأت تتشكل منذ الخمسينات ملامح الصورة الجزائرية وهي تقاوم الإرث الاستعماري، وكتب بجاوي في مقدمة الكتاب “ابتداء من سنة 1956، بدأت أرضية الصومام التركيز على ضرورة الاستخدام النظامي للوثائق الأيقونوغرافية والبصرية لدعم معركة ستحظى تدريجيا بالأولوية في ميدان الاتصال. لقد لعب جيل من الإطارات ومن الموهوبين بصفة استثنائية دورا كبيرا في جمع الصور وتأطير السينمائيين”. ولا يتوقف بجاوي في كتابه عن حدود الأفلام والصور المنتجة خلال مسار حرب التحرير من 1954 إلى غاية 1962، بل حلل وقدم قراءات في الأفلام التي أنتجت بعد الاستقلال ضمن ما أسماه “السينما الجزائرية تكتب التاريخ”، بالتركيز على الأفلام التي صنعت مجد الثورة الجزائرية من “حسان الطيرو”، وصولا إلى أفلام أخرى سواء أكانت “أفلاما حربية أم أفلاما حول الحرب”. كما ركز بجاوي على الأفلام السينمائية التي أنتجها الطرف الفرنسي، وطبيعة الصورة التي يقدمها، وصولا إلى الخمسينية وأهم تجلياتها في السينما الجزائرية والرد الفرنسي عليها. والملاحظ أن كتاب أحمد بجاوي جاء مليئا بالإحالات والمراجع حول موضوع السينما وحرب التحرير، وهو كتاب يعطي القارئ ثقافة عامة واسعة في هذا المجال بسبب اعتماده على توثيق موسع.