قال عبد رزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، ألا خطر على مستقبل الجزائر أكبر من النظام السياسي الحالي، الذي بات جليا أن نهايته باتت وشيكة، وأنه لا مجال لعبد المالك سلال أو غيره في إقحام الشعب الجزائري في سياسة ربط حزام لا مسؤولية له فيها، في وقت لم ينله فيها من سنوات البحبوحة أي منها. وفي معرض كلمته التي ألقاها خلال تجمع شعبي أقيم، أمس، بقاعة سينما الحضنة وسط مدينة المسيلة، انتقد مقري بشدة النظام السياسي الحالي، مشيرا أنه منذ الاستقلال وإلى يومنا، يمارس هواية اجترار الفشل والتلذذ بالضحك على الشعب، قائلا: “لقد ظلوا يحكموننا مرة بالشرعية الثورية، ثم الاشتراكية، انتقلوا بنا إلى اللبرالية، وباسم مكافحة الإرهاب، وبعد ذلك باسم عدم التشويش على المصالحة الوطنية ودعوى الاستقرار، ثم باسم البحبوحة المالية، واليوم يدعوننا للتريث إلى وضع البلاد الذي لا يسمح ولابد من إنجاح سياسة التقشف وربط الحزام. فهل يعقل، يضيف مقري، أن يتحمل الشعب مسؤولية الفشل في وقت يبقى المتسببون الحقيقيون في ملفي سوناطراك 1 و2، وقضية الخليفة التي لم تتكشف أسرارها بعد بمنأى عن أي حساب. كما اعتبر مقري أن دولة كالجزائر تهتز هلعا بمجرد انهيار أسعار البترول في السوق العالمية لحري بها أن ترحل، وإذا كان من أحد يتحمل مسؤولية ما حدث هو هذا النظام الذي فشل في صناعة اقتصاد قوي لا يتأثر بتقلبات أسعار النفط ولا يقع رهينة للتقلبات المفاجئة. وأكد مقري أن على النظام أن يتعقل ويقبل دعوة لجنة الانتقال الديمقراطي من أجل حل توافقي يشتغل على إنقاذ البلاد من بوادر خطر بات وشيكا، مضيفا أن الفساد الذي عنان السماء والأرض، والفشل الذريع طال برنامج رئيس الجمهورية على مدى 15 سنة، و800 مليار دور من عائدات المحروقات بددت في تنمية وهمية، وحري بهذا النظام أن يشكر كثيرا أنه في جزائر بها معارضة عاقلة ومسؤولة، له فرصة أن يفتح لها الباب من أجل أن تستبق التوترات وتعمل على الإصلاح، قبل أن تسبقها إليه إرادة الشعب التي بيدها سنة التغيير.