شملت زيارة الوفد الصحفي الجزائري للمجمع الطبي التركي “أنادولو”، الذي يقدم خدمات طبية في كل التخصصات الطبية وعلى رأسها الأنكولوجيا وأمراض القلب، إضافة إلى عقد ندوات صحفية نشطها أساتذة ورؤساء مختلف الأقسام الطبية التي يحويها ذات المجمع وتنظيم زيارات لمختلف الأقسام التي تستقبل مرضى من مختلف أنحاء العالم على غرار إسبانيا، انجلترا، الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول المشرق والمغرب العربي، من بينهم جزائريين يقصدون المركز بصفة فردية وليست في إطار جماعي منظم، حيث أكد القائمون على المجمع الطبي، أن هؤلاء يمثلون10 بالمائة من المرضى القادمين من مختلف أنحاء العالم. استرجاع الكفاءات الطبية التركية بالخارج منذ فتح المجمع الطبي التركي في 2005 واستثمار أولي بمبلغ 120 مليون دولار، ركّز القائمون عليه على التزوّد بالتكنولوجيا العالية، ولهذا الغرض تم إدخال أكبر الأساتذة والأطباء الأتراك الذين كانوا على مستوى أكبر مستشفيات العالم. كما تم اعتماد نظام صحي قائم على النوعية، حيث كان يعاد استثمار ما يجنيه المجمع من مداخيل مالية في تطوير مختلف الأقسام الطبية وتزويدها بآخر التقنيات الطبية والعتاد المتطور، مع التركيز على راحة المرضى، ولهذا السبب حرصوا على إجادة أكثر من 20 لغة من بينها اللغة العربية، ليتمكنوا من التواصل مع المرضى القادمين من مختلف جهات العالم، مع سعيهم لتسهيل مهمة تنقّلهم مثل تسهيل إجراءات التأشيرة التي تتم في ظرف 48 ساعة، وضمان التكفل بنقلهم مجانا بدءا من وصولهم المطار حتى بلوغ المشفى ومن ثم متابعة مراحل العلاج حتى الانتهاء منه ورجوعهم للوطن الأم، مع ضمان الإقامة المجانية للشخص المرافق للمريض، وهو ما أكده القائم على الخدمات الدولية حاجيم كاريكلي. مضيفا أن البداية كانت بعلاج مريض واحد في 2006 ليبلغ عدد المرضى حاليا أكثر من 7000 مريض سنويا من مختلف أنحاء العالم. المركز يستقبل 700 مريض جزائري سنويا يتقدم أكثر من 700 جزائري للعلاج سنويا بمجمع “أنادولو”، وتشكّل أمراض السرطان أحد أولى أسباب المعاينات الطبية. وفي هذا الإطار، أكد البروفيسور سيردر تورهال اختصاصي في الأنكولوجيا الطبية بالمجمع، أن أمراض السرطان تعتبر أهم أسباب معاينة الجزائريين، مضيفا أن مصلحة الأنكولوجيا للمجمع تستقبل مصابين بسرطان الرئة وسرطان القولون. مشيرا إلى أن 20 بالمائة من مرضى السرطان بالجزائر مصابون بسرطان الرئة، مع نسبة 15 بالمائة خاصة بمرضى سرطان الثدي والقولون، إلى جانب 05 بالمائة ممن يعانون من سرطان الجهاز الهضمي، ليؤكد أن أغلب المرضى يصلون في مرحلة متقدمة من المرض. مجمع “أنادولو” يعتمد على تقنيات جد متطورة 5 حصص فقط للعلاج بالأشعة عوض 30 حصة في الجزائر لم يزل مشكل العلاج الإشعاعي لمرضى السرطان مطروحا بالجزائر رغم سعي الدولة إلى فتح مراكز من شأنها تخفيف العبء، ويكفي أن نعلم أن مواعيد العلاج لمرضى كان من المفروض أن يباشروا علاجهم الإشعاعي للتو، وصلت إلى نهاية عام 2015 خاصة بالنسبة لسرطان الثدي، مما يعني الموت البطيء للمريض، وهو ما دفع بعدد من مرضى السرطان بالجزائر إلى السفر إلى كل من تونس وفرنسا وتركيا قصد تلقي علاجهم في الآجال المحددة، لكن تبقى تلك المحاولات فردية وغير منظمة وتكلّف أصحابها أموالا باهظة. أكد البروفيسور كايتان إنجين، مختص في العلاج الأنكولوجي ورئيس معهد الأنكولوجيا بالمجمّع، أنه يستعمل آخر تقنيات العلاج الإشعاعي، فما بين 250 و300 مريض يخضعون سنويا للعلاج بالتقنيات الحديثة الممثلة في تقنية “التروبيم” و”السيبيرنايف” والتي يتلقى بموجبها المريض علاجه الإشعاعي في ظرف قصير، حيث يتراوح عدد الحصص بين 1و5 حصص أي بمعدل زمني لا يتجاوز 5 أيام، في الوقت الذي لا يقل العلاج عندنا عن 30 حصة تتم على مدار شهر على الأقل. وعن هاتين التقنيتين، أكد كايتان أنها ممثلة في تقديم علاج موجّه بدقة للمكان المراد إشعاعه وليكن “الثدي” مثلا بالنسبة لمرضى سرطان الثدي، مع حماية نسيج الثدي الذي لا يمسه الإشعاع وضمان تفادي التأثيرات الجانبية للعلاج قدر المستطاع، علما أن تكلفة هذا العلاج ممثلة في 10 آلاف دولار لتقنية “السيبرنايف” و 15 ألف لتقنية “تروبيم”، ليؤكد لنا القائمون على المجمع بأنهم اعتمدوا أسعارا جد معقولة ومدروسة للمرضى القادمين من الجزائر، والتي وصفوها ب”التنافسية” كونها أقل بكثير مما يقدّم بالدول التي يعالج بها حاليا مرضى الجزائر، خاصة في حال التوصّل إلى اتفاق مناسب مع صندوق الضمان الاجتماعي. وللإشارة فإن مجمع “أنادولو” يملك مكتبا للتواصل ببلدية بوزريعة في الجزائر العاصمة. في انتظار التوصل لاتفاق مع صندوق الضمان الاجتماعي 150 مريض بالقلب راسلوا المجمع بصفة انفرادية أوضح البروفيسور سيرتاك سيساك، اختصاصي في جراحة القلب ورئيس مصلحة أمراض القلب بمجمع “أنادولو”، أن هذه الأخيرة استقبلت منذ فتح المجمّع، أكثر من 150 جزائري قدموا للعلاج من إصابات دقيقة على مستوى القلب. مضيفا أن غالبية عمليات القلب التي يخضع لها الجزائريون تشمل أمراض القلب الخلقية عند الصغار، وهو الاختصاص الذي يكاد ينعدم بالجزائر . وأشار المتحدث، إلى أن المصلحة تتكفل بعلاج مرضى القلب من مختلف الأعمار، مضيفا أنهم يشرفون سنويا على أكثر من 1000 عملية جراحية على القلب من أبسط عملية إلى تلك المعقدة. وأوضح البروفيسور، أن غالبية العمليات الجراحية التي يقصد من أجلها الجزائريون قسم أمراض الطب، تشمل عمليات القلب الخلقية التي تعاني منها نسبة من أطفال الجزائر، إلى جانب عمليات صمّام القلب، مؤكدا أنهم استقبلوا منذ فتح المجمّع 150 مريض بالقلب من الجزائر تولوا مراسلة المجمع بصفة انفرادية. ليضيف بأنه في حال التوصل إلى اتفاق مع صندوق الضمان الاجتماعي الجزائري على تنظيم علاج مصابين بأمراض القلب من الجزائر، سيتم تحديد أسعار في المتناول لن يدفع معها المريض إلا نسبة معينة. وعن نسبة النجاح التي سجلوها فيما يخص جراحة القلب، قال ذات البروفيسور، إنهم لم يسجلوا أية وفاة في ال 05 سنوات الماضية، مضيفا أنهم أشرفوا على عمليات جراحة قلبية لمواليد جدد لا يتعدى وزنهم 800غ وعلى علاج رضيع كان يفتقد لنصف قلبه عند الولادة، موضحا أنه في حالات أمراض القلب عند الرضّع يباشرون علاجهم على الجنين وهو في بطن أمه. البروفيسور مصطفى أوزكان اختصاصي أنكولوجيا الأطفال ل“الخبر” سرطان المخ والدم الأكثر انتشارا عند الأطفال أكد البروفيسور مصطفى أوزكان، اختصاصي أمراض السرطان عند الأطفال بمجمع “أنادولو” الطبي في حديث مع “الخبر”، أن أكثر السرطانات انتشارا عند الأطفال، هي سرطان الدم والمخ وسرطان اللموفوما. تحدّثتم عن تولّيكم علاج صغار مرضى السرطان بالمجمّع، فهل لنا أن نعرف نوع السرطانات الأكثر علاجا؟ نتولى علاج مختلف أنواع السرطانات عند الأطفال، فسرطان الدم أو “اللوكيميا” يعد أكثر السرطانات انتشارا، ونستقبل الكثير من الأطفال المصابين به، ناهيك عن سرطانات أخرى مثل سرطان المخ وسرطان العين الذي سعينا للوقاية منه بتركيا عن طريق ملصقات إعلانية على الحافلات شرحنا فيها كيفية التعرف على أعراض المرض، مما يسمح لنا بتشخيص حالاته مبكرا والوقاية منه. ما هي اقتراحاتكم في مجال علاج أطفال مرضى السرطان؟ حسب معلوماتي تسجل الجزائر سنويا 400 حالة لهذا السرطان عند الأطفال، يليه سرطان اللموفوما ب 250 حالة، ثم سرطان المخ ب 100 حالة، علما أنه سجلنا أكثر من 80 بالمائة من نسبة الشفاء من هذه السرطانات. وما نقترحه لعلاج الأطفال، هو نوعية علاج متعددة الاختصاصات، حيث يشارك كل من طبيب الأطفال وكذا جرّاح الأطفال واختصاصي العلاج الكيميائي والإشعاعي في تحديد نوعية العلاج الموجه لكل حالة لضمان أكبر نسبة نجاح. وما التقنية المعتمدة عند الأطفال؟ التقنية تعتمد على جراحة نزع الورم طبعا، والتي تحقق 40 بالمائة من نجاح العلاج ليتولى العلاج الإشعاعي تحقيق ما تبقى من نجاح للعملية، علما أن 50 بالمائة من الأطفال المرضى تتم متابعتهم بالعلاج الإشعاعي. تركيا: حاورته ص. بورويلة