يتكون الهيكل التنظيمي لحزب طلائع الحريات لمؤسسه علي بن فليس، حسب معلومات توفرت ل”الخبر”، من لجنة مركزية تضم 390 عضو ومكتب سياسي يضم 21 إلى 31 عضوا، وأمانة وطنية مكلفة بملفات عديدة. وقد انتخب بن فليس، أمس، رئيسا ل”طلائع الحريات”، وأحمد عطاف أمينا عاما وناطقا رسميا باسم الحزب. انطلق، أمس، بالعاصمة، المؤتمر التأسيسي لحزب طلائع الحريات (يختتم اليوم)، بحضور رؤساء حكومات سابقين يتقدمهم عبد السلام بلعيد ومقداد سيفي وأحمد بين بيتور، وأعضاء تنسيقية الانتقال الديمقراطي وقيادات قطب قوى التغيير، إلى جانب وجوه سابقة من المؤسسة العسكرية من عقداء وجنرالات وألوية. وسارت أشغال المؤتمر في تنظيم مُحكم، حيث افتتح بتعيين أعضاء مكتب المؤتمر الذي يترأسه عزوز ناصري، ومنحت بعده الكلمة لممثل التنسيقية جيلالي سفيان، أبرز فيها بأن “مؤتمر طلائع الحريات ينعقد في وقت تتواجد فيه الجزائر في شك من أمرها وهي على مشارف أزمة عميقة، وتواجه تحديات حالية وأخرى تلوح في الأفق”. وأعطى منظمو المؤتمر الكلمة لممثل قطب قوى التغيير الذي ينسقه علي بن فليس، رئيس حزب “الفجر الجديد”، الطاهر بن بعيبش، حيث ذكر أن “انعقاد المؤتمر يأتي في وقت حساس واختياره في هذا التوقيت بالذات هو تلبية للواجب الوطني، فقد كنا في القطب قد أدركنا خطورة الوضع لسلطة ترفع شعار “دعني أحكم أو أحرق البلد”. وتابع بن بعيبش: “الجزائر والجزائريون يعيشون تحضير مسرحيات جديدة للبقاء في السلطة، فالحركة التي أقدم عليها نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش، ڤايد صالح، وضعت كل شيء في الميزان، ووضع أيضا المؤسسة العسكرية في خدمة حزب واحد”. بدوره، قال مؤسس الحزب، علي بن فليس، “إن الأمر يتعلق اليوم (أمس) في الحقيقة، ببداية مسار لنساء ورجال مصممين على أن لا يبقوا ساكتين معتزلين أو غير مبالين، بينما الأمة مُرهقة بالمحن، وبينما شعبنا يتساءل عن مصيره الذي يحضره له حاضر مثقل بالشكوك والأخطار”. وأوضح بن فليس “إن ما يجري في هذه اللحظات، هو أيضا رد فعل النساء والرجال الرافضين لعدم سماع نداء الواجب، أو التراجع أمام المحنة، أو الانطواء على أنفسهم بينما الجمهورية مهددة في أساساتها، والدولة الأمة هشة، وتماسك الأمة معرض للخطر والتوازنات الأساسية لمجتمعنا مصابة في العمق”. وبرر بن فليس تأسيس حزب، قائلا: “إن إنشاء حزب سياسي في هذه الظروف التي تمر بها بلدنا لا معنى له إن كان فقط للتمتع بإنشاء حزب سياسي، لأن الكل هنا يعلم جيدا بأن ممارسة السياسة في بلدنا ليست متعة، كما أنها ليست وظيفة لمن لا وظيفة له ولا هي بالنشاط العبثي، إنشاء حزب سياسي في مثل هذا الظرف هو إذن القبول برفع التحدي”. وتابع بن فليس: “ثم هناك بالنسبة لنظامنا السياسي ما يعتبره نضالا سيئا بامتياز، فهذا النظام لا يمكنه تصور بأنه يمكن النضال من خلال معارضته، إنه لا يمكنه تصور بأن النضال قد يأخذ شكل أفكار، شكل رؤيا أو مشاريع سياسية مختلفة عن أفكاره ورؤياه ومشاريعه”. وأضاف: “إنه من الصعوبة بمكان أن يدرك، بعقليته وثقافته السياسية، بأن السلطة والمعارضة هما عنصران متلازمان لنفس المخرج الذي يسمى الديمقراطية”.