سجلت عملية تصحيح أوراق امتحان البكالوريا نقصا في عدد الأساتذة المصححين هذه السنة، بلغ العجز في بعض المواد نسبا عالية، وتبين أن السبب في ذلك هو ارتفاع عدد المترشحين هذا العام، بالإضافة إلى تغيير طريقة اختيار المصححين. فحسب ما صرح به المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية “سنتيو”، قويدر يحياوي، ل«الخبر”، فإن النقص المسجل في عدد الأساتذة المصححين بلغ في بعض المواد 60 في المائة، على غرار مادتي التربية الإسلامية والإنجليزية، وهو عجز له أسبابه، يضيف المتحدث، أهمها أن الطريقة المتبعة في اختيار المصححين تغيّرت هذه السنة، فقد كانت قائمة الأساتذة المصححين تعد بالتنسيق ما بين الديوان الوطني للامتحانات ومصلحة الدراسة والامتحانات لمديريات التربية ومديري الثانويات، على أساس القوائم الموجودة في الميدان وعلى الأساتذة المزاولين للخدمة والمحيّنة من شهر مارس من كل سنة، على أن يكون الأستاذ المصحح المقترح من طرف مديري الثانويات تتوفر فيه بعض الشروط، منها الأقدمية في سلك التعليم والخبرة وتدريس أقسام الامتحانات والكفاءة. أما هذه السنة، فالديوان لجأ، حسبه، إلى طريقة أخرى، وهي الاعتماد على قائمة مفتشي المواد مباشرة دون التنسيق مع مديري التربية ومديري الثانويات، فالمفتشون، حسبه، لا يعرفون جيدا الأساتذة ووضعياتهم كونهم لا يترددون على الثانويات، وأحيانا يلتحقون بالثانوية الواحدة مرة في السنة، وهو ما أدى إلى استدعاء أساتذة أحيلوا على التقاعد، كون قائمة الأساتذة عند المفتشين غير محينة، على عكس مديري الثانويات الذين يعلمون وضعية الأساتذة بدقة. وضعية، قال بخصوصها ممثل “سنتيو”، إنها أجبرت مراكز التصحيح على رفع عدد الأوراق المصححة من قبل كل أستاذ. فبعد أن كان كل أستاذ يصحح حوالي 200 ورقة إجابة في التصحيحين الأول والثاني، سيضطر إلى تصحيح عدد أكبر. ويُضاف إلى السبب المذكور العدد الكبير للمترشحين هذه السنة مقارنة بالأعوام الماضية، في الوقت الذي علق المتحدث على ما يحدث بأن الوزارة لم تأخذ احتياطاتها جيدا؛ لأن العدد الكبير للمترشحين عُرف منذ بداية الدخول المدرسي، وكان عليها توفير أكبر عدد من الأساتذة المصححين. من جهتها، تحدثت الاتحادية الوطنية لعمال التربية “آف.آن.تي.يو” عن عملية تصحيح أوراق البكالوريا، وأكدت أنها تسجل “نقصا فادحا للأساتذة”، وقد صرح أمينها العام فرحات شابخ أن هذه السنة لوحظ نقص واضح في عدد الأساتذة، أين ربطه المسؤول ذاته بعدة عوامل، على رأسها العدد الكبير للمترشحين، بالإضافة إلى غياب واضح للأساتذة، وخاصة الأستاذات، لتزامن العملية مع شهر رمضان، وهو ما اضطر الأساتذة إلى تصحيح حوالي 400 ورقة إجابة. وفي سياق منفصل، قال المتحدث إن الخطأ الذي سجل بمادة اللغة العربية حول النص الشعري الذي نسب لمحمود درويش، سيعاد سلم تنقيطه على عكس الطريقة التي سطرها الديوان، مشيرا إلى بعض المشاكل التي عانى منها الأساتذة المصححون، مثل غياب التكييف ببعض مراكز التصحيح، وتزامن العملية مع موجة حار تجتاح ولايات الوطن.