دعا عدد من المجاهدين والفنانين، السلطات المعنية وعلى رأسها وزارة الثقافة لإطلاق اسم الشهيد محمد بودية على معهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان. وقال المجاهد حسين زهوان رفيق درب الشهيد البطل محمد بودية، إن بودية الذي ضحى بحياته في سبيل القضايا العربية والوطنية، كان فنانا عاشقا للمسرح. مشيرا إلى أن مطلب إطلاق اسمه على معهد برج الكيفان يتجاوز الناحية الرمزية، كما سبق وأن أكد الرئيس الراحل أحمد بن بلة في شهادات سابقة، أن معهد الفنون الدرامية تم تأسيسه باقتراح من الفنان والشهيد محمد بودية عقب الاستقلال. أعرب حسين زهوان، عن استيائه لمحاولات البعض، تجاهل نضال الشهيد محمد بودية، كما قال خلال مداخلة قدمها بمنتدى “مشعل الشهيد” بجريدة المجاهد،أمس،إن كل أجهزة المخابرات الغربية تآمرت خلال سبعينيات القرن الماضي ضد محمد بودية وسعت إلى القضاء عليه بكل الطرق. وأوضح حسين زهوان وسط حضور فنانين ومجاهدين ممن عرفوا الراحل عن قرب، أن ذكرى الشهيد محمد بودية تعرضت للطمس بعد رحيله، وهو ما أكده نجل الشهيد محمد بودية خلال استلامه درع التكريم من جريدة المجاهد، مستغربا إصرار السلطات المحلية تجاهل تاريخ والده الذي وصل صيته إلى كل الدول العربية، ودفع بلبنان لكي تطلق اسم والده على أحد الشوارع في جنوبلبنان. وثمّن لؤي عيسى، سفير فلسطينبالجزائر، مبادرة إحياء ذكرى استشهاد محمد بودية، بوصفه “رمزا قوميا عربيا”، مشيرا إلى أن الأمة العربية لما تشهده من مؤامرات خارجية، بحاجة إلى إعادة التذكير بنضال الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل القضية الفلسطينية، وهو الطريق القوي لمواجهة المحاولات الخارجية لحصار القضية الفلسطينية وتشتيت الوحدة العربية. وقد حاول الفنان عبد الحميد رابية، اختزال تاريخ الشهيد محمد بودية، عبر فقرات شعرية بالعامية الجزائرية سرد نضالاته في مواجهة العود الفرنسي كمقاتل ثوري ومسرحي وصحفي جزائري انخرط في حرب التحرير ثم في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث قام محمد بودية بعدة عمليات فدائية، منها عمليات تفجير أنابيب النفط في مرسيليا يوم 25 أوت 1958، فألقي عليه القبض وحكم بالسجن 20 عاماً. ونجح في الهرب من السجن عام 1961 ولجأ إلى تونس، كما عمل في فرقة المسرح التابعة لجبهة التحرير الوطني وأسس جريدة “نوفمبر” و«الجزائر هذا المساء”.