رفع مستوطنون، أمس، الأعلام الإسرائيلية وأدوا رقصات استفزازية، بالقرب من المسجد الأقصى من جهة باب السلسلة، وسط توتر شديد يسود المنطقة وهتافات عنصرية تدعو لقتل وطرد العرب، قابلها هتافات التكبير الاحتجاجية من المواطنين، ومن المبعدين والمبعدات عن الأقصى. كان ما يسمى جماعات ومنظمات الهيكل المزعوم دعت أنصارها لاقتحاماتٍ واسعة، أمس الأحد، للمسجد الأقصى ورفع الأعلام الإسرائيلية فيه، ردا على تعرّض سائح يهودي للضرب على أيدي حراس الأقصى والمصلين قبل أيام لرفعه علم الاحتلال في الأقصى، حسب ما جاء في دعواتها. وقال المنسق الإعلامي في مركز شؤون القدس والأقصى، محمود أبو العطا، ل “الخبر”: “إن أفرادا من المستوطنين تقدموا نحو أبواب المسجد الأقصى الخارجية، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية عند مدخل باب السلسلة من الخارج على بعد 30 مترا، كما رفع آخرون أعلاما عند مدخل سوق القطانين”. وأضاف “أن نحو 25 مستوطنا متطرفا اقتحموا المسجد الأقصى على مجموعتين من جهة باب المغاربة، وتجولوا في أنحاء مختلفة من باحاته وسط حراسة أمنية مشددة”، وتابع “شهدت منطقة باب الرحمة توترا شديدا بسبب استفزازات المستوطنين ومحاولاتهم تأدية شعائر تلمودية، إلا أن المصلين والمرابطين تصدوا لهم”. وقال أحد العاملين في الأقصى ل”الخبر”: “إن تواجد المواطنين في الأقصى وحالة الاستنفار في صفوف حرّاسه وسدنته، حال دون تنفيذ الجماعات اليهودية لمخططاتها الخبيثة في المسجد المبارك، التي اضطرت إلى رفع أعلامها خارج بوابات الأقصى”. من جانبها، أخضعت قوات الاحتلال النساء والشبان لإجراءات تفتيش استفزازية، واحتجزت بطاقاتهم الشخصية خلال دخولهم للمسجد الأقصى. وتوقعت منظمات الهيكل مشاركة واسعة في المسيرة التي أطلقت عليها شعار “أعلام عند الأبواب”، في إشارة إلى الأعلام الإسرائيلية، وسجلت في دعوتها رفضها للسيادة العربية في الأقصى، ودعت إلى استبدالها بالسيادة اليهودية. وفي نابلس، قال الناشط الفلسطيني محمد حسن ل”الخبر”: “إن عشرات المواطنين رشقوا قوات الاحتلال بالحجارة، بعد مواجهات عنيفة عند مدخل المدينة”، وأضاف إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز صوب الشبان، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق”. وكانت قوات الاحتلال قد كثفت من دورياتها عند مدخل قرية دوما وعلى طول شارع نابلس رام الله، منذ ساعات صباح أمس. وفي السياق، أعلنت شرطة الاحتلال عن اعتقال عدد من المستوطنين في بؤر استيطانية عشوائية قائمة في الضفة بعد مداهمات نفذتها، فجر أمس، في إطار التحقيق الذي تزعم إنها تقوم به في جريمة إحراق عائلة دوابشة في دوما جنوب نابلس، يأتي هذا بالتزامن مع تحويل مستوطنين اثنين إلى الاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر . وفي هذا الخصوص، أشعل مستوطنون تسللوا من مستوطنة “اتسهار” النار في أراضي قرية عصيره القبلية جنوب نابلس، وقال محمد بني عودة من القرية ل”الخبر”: إن النيران طالت مئات أشجار الزيتون في المنطقة الشرقية من القرية. ونقل عن شهود عيان من القرية قولهم: إن المستوطنين وقوات الاحتلال منعوا أطقم الدفاع المدني من الوصول إلى المكان لإخماد النيران.