وزيرة التربية في الحكومة الفرنسية من أصول مغربية، قالت إن تعلم التلميذ القرآن في المساجد يقوي ملكاته اللغوية! وهذه مسألة محببة. المتطرفون في المجتمع الفرنسي أطلقوا على الوزيرة صفة “آية الله”! وهي فعلا آية المغرب في فرنسا! قبل أن تكون آية الله! بن غبريت رفضت تعليم أطفال الحضانة لغة القرآن بحجة أنها ليست لغة الأم! وفضلت تعليم الدارجة، ووصفت ذلك بأنه يخدم مصلحة التلميذ في الفهم. والسؤال المطروح هو: كيف وصل الحال بدولة مثل فرنسا، نظامها التعليمي آية في التطور، أن تضع على رأس وزارتها للتربية وزيرة معلوماتها في علم التربية أقل من معلومات بن غبريت! وكيف لدولة مثل الجزائر التي لا يوجد نظامها التعليمي في خارطة العالم التربوية أن توفق في تعيين عالمة في التربية مثل بن غبريت التي يفوق علمها التربوي علم وزيرة التربية الفرنسية؟! أحد القرّاء لامني على الاهتمام بالضجة التي أثارتها وزيرة التربية بدعوتها إلى العامية، وقال لي هذا القارئ: إذا كنت كصحفي تقبل بأن يحكمك رئيس دولة لم يضع رجله في الجامعة، وتقبل بأن يرأس حكومة بلادك رئيس متخرج من مدرسة التكوين المهني وليس الجامعة، وتقبل وزيرة أمية في لغة بلادها، فكيف لا تقبل بأن يدرس رجال تعليمك أبناءك وأبناء أبنائك بالعامية! اتركوا بن غبريت المتخصصة في الحفريات تقوم بعملها في البحث عن الحياة في رفاتكم، فأنتم أمة ميتة منذ قرون ولا أمل في بعثها مجددا من الأجداث! اعتبوا على بن غبريت الأخطاء التي ارتكبت في امتحان مادة العربية عند الخلط بين الشاعرين درويش ونزار قباني ولم يهزكم الأمر في السياسة: إذ كيف لجيش من المعربين الذين يدافعون عن اللغة العربية بهذه الطريقة وهم يرتكبون مثل هذه الأخطاء في امتحان العربية وفي البكالوريا تحديدا. إن الأمر يدعو فعلا لأن تفعل بكم بن غبريت ما تفعل، لأنكم أمة لا تهزها الفضائح. لو كنتم رجالا لتوجه احتجاجكم ضد من عيّن بن غبريت، وليس توجيه الاحتجاج إلى بن غبريت فقط! والأكيد أنكم ستسعدون حين تعزل بن غبريت ويبقى من عيّنها يعبث بكم. [email protected]