أكد محمد نبو، السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، خلال افتتاح أشغال الجامعة الصيفية للحزب ببجاية، أمس، أن السلطة “ضيعت الفرصة الأخيرة لإنقاذ الجزائر من الأزمة متعددة الأبعاد التي فرضت عليها، خاصة بعد انهيار أسعار البترول، ما يبين هشاشة النظام الاقتصادي والسياسي”. وقال نبو أمام أزيد من 500 مشارك قدموا من مختلف ولايات الوطن، إن الجامعة الصيفية للأفافاس تنعقد في ظروف صعبة جدا للجزائر، حيث أن الجزائر مجبرة على مواجهة تحديات على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وقد تجبرها هذه التحديات على مواجهة تصاعد الغضب الشعبي وكذا توقع حدوث صدامات اجتماعية وشعبية وشيكة مع بداية الدخول الاجتماعي. وحسب مسؤول الأفافاس، فإن “الجزائر عرضة لضغوطات أمنية واقتصادية ومالية واجتماعية على جميع المستويات الداخلية والإقليمية والدولية”، وبالتالي، “فإن رغبة الشعب الجزائري تعظم في طلب تغيير نمط الحياة والنظام السياسي وحتى المجتمع”. وأضاف أن “الوضع الحالي الكارثي يتطلب زحزحة الأركان التي يقوم عليها، حيث كل الإشارات في اللون الأحمر، خاصة مع تحرك قوى سياسية واجتماعية تسعى لدفع الأفافاس للتراجع عن مواقفه ومبادئه التي هي من ثوابت الأمة والمجتمع الجزائري، وهو ما جعل الحزب يدرك أن التهديدات لا تأتي من الخارج فحسب، بل تجتاح كل مناطق الوطن وتهدده في تاريخه وجغرافيته”. وحسب نبو، فإن “الوضع الكارثي الذي تواجهه الجزائر في مختلف الأصعدة من أزمة، الخوف، اللاأمن، الخوف من المستقبل، لن تجد الخلاص منه إلا من خلال الاستنجاد بالأسرة الجامعية التي مطلوب منها التحرك لإنقاذ الأمة”، وقال “إنها مسؤولية تاريخية، ودور الجامعة سيكون في التوعية بالخطر المحدق وتوضيح الرؤى للشعب الجزائري وتجنيد القوى الكفيلة لتحقيق التغيير المنشود، وهي المهمة التاريخية والأساسية للجامعة”. وأضاف محمد نبو أن “شمس التغيير تشرق من نوافذ الجامعة، ولهذا فإن الأفافاس يعول كثيرا لإخراج الشعب من ظلمات السلطة البوليسية إلى نور الديمقراطية والحريات. والأفافاس يرغب في إلقاء مشروع الإجماع الوطني في الحرم الجامعي لتحتضنه النخبة والأجيال، باعتباره المسلك الوحيد المؤدي إلى الخلاص، وأن القوى السياسية الحالية الهرمة هي ملقحة ضد كل ما ينفع الشعب والأمة”. وللتذكير، فإن قيادة الأفافاس أعدت برنامجا خاصا للجامعة الصيفية، يتمثل في تقديم سلسلة من المحاضرات والندوات، وكانت البداية بتلك التي قدمها الأستاذ الجامعي عمار بلحيمر حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي، والذي وصف النظام الاقتصادي المتبع بنظام اقتصاد الرصيف.