أعادت سلطات الاحتلال، منذ صباح أمس، المشهد الذي رسمته في باحات الأقصى خلال اليومين الماضيين، حيث اقتحمت قوات خاصة ووحدات مستعربين المسجد القبلي واعتقلت عددا من المرابطين والمعتكفين بالأقصى، وأفادت مصادر ل”الخبر” وجود عدد من الإصابات في صفوف المصلين داخل باحات الأقصى، فيما اعتقل الاحتلال ما يزيد عن 20 آخرين. نسفت قوات الاحتلال بوابة المسجد القبلي وحرقت سجاده، إضافة إلى حرقها لساحاته الخارجية، وهي المرة الثانية في تاريخ المسجد الأقصى بعد حرقه عام 1969م، وفق ما تحدث به إمام الأقصى عكرمة صبري في تصريح ل”الخبر”. وأوضح أن تواجد المرابطين داخل الأقصى أحبط عمليات كثيرة ومتنوعة للمستوطنين المتطرفين، الذين يقتحمون المسجد بحماية مشددة من عناصر الشرطة الإسرائيلية. واستهدفت القوات أيضًا الصحافيين الذي تواجدوا عند باب السلسلة، ومنعتهم من أداء عملهم، واعتدت عليهم بالضرب المبرح، وسلمتهم أوامر استدعاء للتحقيق، وأصيب، مساء أمس، 11 صحفيا برصاص وقنابل الاحتلال أثناء تغطيتهم للأحداث، كما أصيب مساء أمس أكثر من 100 فلسطيني من المصلين والمعتكفين جراء المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال بالأقصى. وقال مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني من داخل المسجد الأقصى: “اقتحم نحو 150 عنصر من شرطة الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى، صباح أمس، مستخدمين قنابل الصوت والرصاص المطاطي”. وعادة ما تتم اقتحامات عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى في الساعات الأولى من الصباح، بهدف إفراغه من المرابطين، توطئة لتمكين مستوطنين إسرائيليين من دخوله بحماية عناصر الشرطة. وتابع الكسواني في تصريح ل«الخبر”: “قام أفراد الشرطة الإسرائيلية بإغلاق بوابات المسجد القبلي، بالجنازير، ليحاصروا المصلين المتواجدين في داخل المسجد ليمنع الاحتلال المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى بشكل كامل”. مؤكدا أن “الاحتلال يحاول فرض واقع جديد في المسجد بالقوة”. ووسط توتر شديد وأجواء مشحونة، اشتبك المرابطون الفلسطينيون مع المستوطنين وجنود الاحتلال، وهرع المرابطون في المسجد الأقصى لإطفاء الحريق الذي شب مرة أخرى في المسجد القبلي بالأقصى، وانتشر جنود الاحتلال على سطح المسجد القبلي وساحاته. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعزيز قواته، في الضفة الغربية، بمناسبة حلول عيد رأس السنة العبرية، الذي يبدأ الاحتفال به الليلة ويستمر ليومين. وقتل مستوطن متأثرًا بجراحه التي أصيب بها في انقلاب سيارته في القدس، جراء تعرضها للحجارة، وعلى إثر ذلك قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية عقد جلسة اليوم (الثلاثاء) لمناقشة سبل تكثيف إجراءات مكافحة ملقي الحجارة والزجاجات الحارقة في القدسالمحتلة ومحيطها. وفي ردود الفعل العربية حول ما يجرى في القدس، أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أنه سوف يتم التحرك على كافة الأصعدة للتصدي لأي عمل عدواني يقوم به الاحتلال الإسرائيلي أو يقوم به المستوطنون الإسرائيليون تجاه المسجد الأقصى المبارك. وقال الجبير في تصريح صحافي عقب اجتماعات الدورة 144 لوزراء الخارجية العرب التي عقدت بالقاهرة، أمس: “إنه تم مناقشة القضية الفلسطينية وما يحدث في المسجد الأقصى الشريف، وكيفية التعامل مع هذه التحركات العدوانية من قبل العدو الصهيوني في محاولة الاستيلاء على المسجد”. وبين أن “العمل جار لكيفية تكثيف جهود الدول العربية والإسلامية لإدانة هذه التصرفات الصهيونية والتصدي لها والعمل لمواجهتها على جميع المسارات”، قائلا “هذا الجهد وفقا لطلب المملكة العربية السعودية وبموافقة الدول العربية بالإجماع على ذلك”. كما حذر الأزهر من اشتعال غضب المسلمين بسبب ما وصفه بالانتهاكات الإسرائيلية المتكررة على الأقصى. وفي غزة، خرجت مسيرات في كافة مدن القطاع تنديدا بما يجرى في الأقصى، وردد المشاركون بالمسيرات هتافات وشعارات مناصرة للأقصى، ومن ضمن الهتافات “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”.