أحدثت التعليمة التي أرسلتها وزارة التربية الوطنية لمديري التربية حول إدماج التلاميذ المعيدين “فوضى” عبر المؤسسات التربوية، حيث أكد الأساتذة أن الإجراءات الخاصة بالإدماج تسببت في حالة “طوارئ” عبر المدارس، وأدت إلى اكتظاظ الأقسام، كما رسخت للمحسوبية بالتمييز بين معيد وآخر. الوضع كشف عنه المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع الثلاثي للتربية “كناباست”، بوديبة مسعود، ل«الخبر”، الذي عاب على وزارة التربية الوطنية إرسال التعليمة المذكورة في وقت متأخر، فكان على الوصاية بعد الإعلان عن النتائج النهائية في نهاية الموسم الدراسي الماضي وتحديد قوائم المعيدين ترتيب الإجراءات اللازمة لإعادة إدماجهم قبل الدخول المدرسي، لأن التعليمة، حسبه، صدرت بعد عقد الأساتذة مجالس الأقسام في بداية الدخول المدرسي الجاري، للفصل في الحالات المسجلة سنويا الخاصة بالطعون وبالحالات التي ارتكبت أخطاء في حقها. فصدورها، حسبه، بعد عقد مجالس الأقسام هو مساس بمصداقية هذه الأخيرة من جهة، وخلق “فوضى” بالمؤسسات التربوية من جهة أخرى، لأن الأقسام، حسبه، انطلقت في بداية الموسم الدراسي ب30 تلميذا في كل قسم وبلغت اليوم أكثر من 50 تلميذا، وهو وضع وصفه الأساتذة، حسب التقارير التي جمعها التنظيم، يضيف بوديبة، ب«الكارثي” لأنها أصبحت تعرقل عملهم داخل الأقسام، وتحرم التلاميذ من حقهم في الفهم واستيعاب الدروس بالنظر إلى الضغط المسجل، بالإضافة إلى أن هذه الإجراءات أدت إلى خلل بالمؤسسات التربوية، كون تعليمة وزارة التربية لم تحدد لها آجال معينة، فلحد الآن، يضيف بوديبة، لا تزال المؤسسات التربوية تستقبل تلاميذ وأوليائهم لتسوية الوضعية، كما أن مديري هذه المؤسسات وجدوا أنفسهم مجبرين على استقبال التلاميذ المطرودين وأوليائهم في كل وقت، دون وضع آجال لذلك، تنفيذا منهم لتعليمة وزارة التربية، وبهذا ستمتد فترة التسوية حتى نهاية 2015. في المقابل، تحدث ممثل الكناباست عن “محاباة” و«تمييز” فاضحين في إدماج التلاميذ، “حيث يتم إدماج التلاميذ بقرارات فوقية ويتعلق الأمر بالذين لهم وساطة”، فيما لا يزال آخرون يترددون باستمرار بصحبة أوليائهم دون جدوى، على الرغم من أن هؤلاء منهم من يعيدون السنة لأول مرة وليس لهم مشكل السن، عكس آخرين أدمجوا ويزاولون دراستهم بشكل عادي. وضع قال بخصوصه بوديبة إنه مرشح للتفاقم إذا لم تضع له وزارة التربية حدا بالإسراع في تسوية وضعية التلاميذ، والعمل على فتح أقسام خاصة لهم بتوقيت خاص، لتفادي نتائج الاكتظاظ، مع ضرورة تنظيم التأطير الذي يواجه، حسبه، تحديا خاصة وأن القوائم الاحتياطية لم تحل المشكل لحد الآن.