فجرت مبادرة دعم برنامج رئيس الجمهورية الخلاف بين الرجلين القويين في حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، عمار سعداني وأحمد أويحيى، وفي الوقت الذي يهون الأفالان من حدة “الجفاء”، يعترف الأرندي بانقطاع “شعرة معاوية” التي تربطه بحليفه السابق. ما يؤكد هذا الجفاء الذي يسعى الحزبان لتهوينه بعبارة “نحن حلفاء استراتيجيين”، والمرشح لأن يتحول إلى صراع استحقاقات انتخابية، هو إصرار سعداني على “جلب أويحيى إلى مبادرته لدعم برنامج الرئيس”. وحول هذا الإصرار، يقول حسين خلدون، عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام في الأفالان، ل”الخبر”: “لا مشكلة لدينا مع الأرندي، هو حليفنا، لقد دعونا إلى دعم برنامج رئيس الجمهورية من أجل المحافظة على المكاسب المحققة تحت قيادته، إضافة إلى تدعيم الجبهة الداخلية ضد ما يتهدد استقرارنا من أخطار آتية من وراء الحدود ومن المتربصين ببلادنا”. تابعونا على صفحة "الخبر" في "غوغل+"
وفيما نفى وجود “نوايا انتخابية” من وراء المبادرة التي أصبحت عنوان الخلاف بين الحزبين المواليين للرئيس، أكد خلدون أن موقف الأرندي “لا يجد ما يبرره.. في الوقت الراهن المبادرة مجرد عنوان بلا تفاصيل، ولا نفهم سبب رفضها قبل حتى الاطلاع على محتواها الذي سيبلوره من سينضم إليها من أحزاب وجمعيات وصحافيين”. بالنسبة إلى ذات المسؤول الحزبي، فإن هذه المبادرة، التي يذهب مراقبون إلى حد وصفها بأنها طعم من الأفالان لأويحيى للتأكد من طموحاته المستقبلية: “مشروع مفتوح.. هم أطلقوا مبادرة (قطب رئاسي) ونحن عرضنا مبادرتنا بشكل أوسع ولا تتعارض مع ما يقترحه إخواننا في الأرندي”. وردا على سؤال حول ما إذا كان التكتل المقترح من جانب حزب الرئيس بوتفليقة يحمل أهدافا انتخابية، بمثابة الشجرة التي تغطي غابة طموحات الطرفين المتخاصمين، وبالتالي تغذي خلافا قد يتحول إلى “حرب مواقع” لاحقا، ينفي خلدون ذلك ويشير إلى أنهم “لا يبحثون عن مكاسب، رئيس الجمهورية هو رئيس الحزب، وهذا الأخير يحوز على الأغلبية في البرلمان والمجالس المحلية والولائية وفي الحكومة”. في الجهة المقابلة، أكد القيادي في الأرندي، النائب محمد قيجي، في اتصال مع “الخبر”، على “حق كل حزب في إطلاق أو الانتساب لأي مبادرة سياسية”، مضيفا أن “الأفالان سيبقى حليفا استراتيجيا، لكن كل حزب حر في مبادرته”. وعن الأسباب التي تجعل من الحليف السابق للأفالان، وشريكه في الحكومة، يعزف عن الانخراط في مسعى حزب الرئيس، أجاب قيجي: “نحن ندعم الرئيس وبرنامجه والحكومة التي نشرف فيها على ست وزارات، وكل ما تعلق الأمر بالوطن ومقدساته، ولا نبحث عن التنافس من أجل الزعامة”. وعما إذا كان الاستحقاق الانتخابي الرئاسي المقبل هو الذي يلقي بظلاله على العلاقة بين أويحيى وسعداني، خاصة أن هذا الأخير صرح مؤخرا أن أي رئيس قادم سيكون من الأفالان، جاءت إجابة قيجي وخلدون متشابهة شكلا ومضمونا! فالأرندي يرى أن “لكل حدث حديثا، والأولوية للعمل على ترتيب بيت التجمع والاهتمام بقواعدنا”.. أما الأفالان فإنه يكشف على لسان خلدون: “نريد استرجاع الأغلبية في مجلس الأمة ونحن متفائلون بذلك، والباقي فإن لكل حدث حديثا”!