تواصل عائلة بن سعدة التمسك بخيط من الأمل للعثور على ابنها محمد عماد الدين ذي السنتين، الذي اختفى منذ عصر الثلاثاء 15 سبتمبر الماضي من فناء المسكن الذي تقيم فيه هذه العائلة بالقرية الفلاحية “الجفافلة” التابعة لبلدية مرسى الحجاج بوهران. بعد 50 يوما من اختفاء هذا الطفل، ومع كل التحقيقات التي قامت بها مصالح الدرك الوطني، لم يظهر أي أثر له، حيث يتنقل عناصر الدرك لفرقة مرسى الحجاج يوميا إلى بيت هذه العائلة الذي يقع بالقرية الفلاحية المنجزة في عهد الراحل هواري بومدين، وهو شبه قصديري، يأوي الوالد أحمد سعدة الذي تنقل من دار الشيوخ بولاية الجلفة بعد الاستقلال إلى هذه المنطقة ليمارس نشاط تربية الماشية، واستقر فيها وأنجب كل أبنائه في ذلك البيت الذي مازال يقيم فيها، ومن أبنائه قادة والد الطفل المختفي محمد عماد الدين. وتعيش والدة الطفل المختفي حرقة كبيرة “لقد تدهورت حالتها الصحية، لا تأكل ولا تنام. استدعينا أمس إلى فرقة الدرك الوطني، واضطررت لنقلها إلى العيادة الطبية ليتم حقنها لتستعيد قواها”، كما يقول زوجها قادة بن سعدة. هذا الأخير صادفناه أمام مقر فرقة الدرك لمرسى الحجاج، وقال “لم نيأس، لكننا نعيش أوقاتا صعبة جدا، ولم أفهم لماذا خطفوا ابني، وماذا يريد من أخذوه. لم نتلق حتى مكالمة أو اتصالا لطلب فدية أو شيء آخر. أنا عامل يومي لا أملك ثروة، وليس لي عداء مع الجيران في القرية أو في أي مكان آخر، إننا نعيش جحيما حقيقيا”. أما جده أحمد بن سعدة، فقال “خرج محمد بعد العصر إلى الفناء خارج المسكن يلعب كالعادة، ولما عدت إلى المنزل اعتقد أبنائي أنه كان معي، وأنا كنت أعتقد أنه في المنزل، فعرفنا أنه اختفى. شرع أفراد العائلة في البحث عنه، وتنقلنا إلى القرية التي استنفر كل سكانها معنا، وقمنا بتمشيط واسع إلى غاية الفجر في كل المحيط وأخبرنا الدرك. وفي اليوم الموالي، الأربعاء 16 سبتمبر، حضر أعوان الدرك الوطني وقاموا بتمشيط واسع للمنطقة، شارك فيه أكثر من 100 دركي، كما حضرت فرقة سينوفيلية. قدموا لباسا لابني محمد للكلب، شمه ثم تنقل في محيط المسكن يمينا ويسارا، ثم توقف عن البحث”، كما يقول جده. كما قام غواصو الحماية المدنية بالبحث في كل الآبار الواقعة في المنطقة دون جدوى. من جهتهم، حقق أعوان الدرك مع كل أفراد العائلة، حتى أخت الطفل المختطف طرحوا عليها أسئلة. كما حققوا مع كل الناس الذين يعرفون العائلة في الجفافلة ومحيطها. من جانب آخر، يعيش سكان هذه القرية التي تبعد أربعة كيلومترات جنوب بلدية مرسى الحجاج حالة من الترقب، حيث يمحصون كل السيارات الغربية التي تعبر المنطقة انطلاقا من قرية الحساسنة، ونظموا في الأسبوع الأول لاختفاء الطفل محمد عماد الدين تجمعا في ساحة قرية الجفافلة، تضامنا مع عائلة بن سعدة. وذكر مصدر قريب من التحقيق أن “كل الاحتمالات مأخوذة بجدية في هذه القضية المعقدة بسبب عدم بروز مؤشرات قوية قد تدل المحققين على خيط جدي”. وفي الوقت الذي تعيش عائلة بن سعدة بين اليأس والأمل، يشهد سكان الجفافلة أن أعوان الدرك الوطني لم يتوقفوا عن التحري والتردد اليومي على المنطقة بحثا عن محمد عماد الدين.