بأسلوب ساخر، رد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، على الجنرال توفيق، القائد السابق لمديرية الاستعلام والأمن في الجيش، وقال إن رسالته التي وجهها للرأي العام دفاعا عن مساعده الجنرال حسان، تشبه أغنية المطرب عبد الحليم حافظ “رسالة من تحت الماء” التي يقول مطلعها “إني أغرق.. إني أغرق!”. بوتفليقة أسقط نظام توفيق مثلما كان منتظرا، هاجم الأمين العام للأفالان، عمار سعداني، بشدة الجنرال توفيق بعد رسالته الأخيرة، في اجتماع أمناء ومحافظي الولايات مع مرشحي مجلس الأمة، أمس، بالعاصمة، كأول رد فعل يصدر عن حزب في الموالاة. واعتبر سعداني، أمام حشد واسع من الحضور، أن رسالة الجنرال توفيق “تبشر الجزائر بدخول عهد الدولة المدنية”. وخاطب أمين عام الأفالان الفريق المتقاعد قائلا: “لماذا تبعث برسالة. اخرج إلى العلن وأنشئ حزبا إذا كنت تريد العمل السياسي. تتكلم عن شخص في رسالتك (الجنرال حسان). أنا لا أعرف حسان، لكن لماذا لم تتكلم عن 4000 إطار دخلوا الحبس بملفات ملفقة، لماذا لم تتكلم عن 260 ألف إطار هجروا من الجزائر، لماذا لم تتكلم عن الذي قتل فوق الطاولة (الرئيس بوضياف)”. ووسط ذهول الحاضرين، قال سعداني إنه اطلع على رسالة توفيق قبل أن نشرها في الصحف الوطنية، لكنه عاد وأوضح ما يقصده. “قرأتها على لسان نزار ولويزة حنون وعلي بن فليس، ولما انتهوا هم خرج هو في الأخير لأنه لم يجد من يوصل ما يريد”. وبنشوة المنتصر، خلص سعداني إلى أن “الحكم الموازي الذي تكلمت عنه في 2006 (حوار شهير مع “الخبر”) قد سقط.. كان عنده ذراع عسكرية يقودها حسان.. وذراع حزبية وأخرى إعلامية وحتى شعبية من العناصر القليلة التي كانت تتبعهم.. كلهم كانوا يقولون إن النظام الذي وراء الستار لم يسقط، لكن الرئيس الذي صرح بأنه لا يقبل أن يكون ثلاثة أرباع رئيس قد أسقطه”. وسخر سعداني من كون النظام الموازي الذي تحدث عنه ليس له أي امتداد شعبي. “اليوم يجمعون بعضهم (أنصار المخابرات)، ويصيحون لكن لا أثر لهم.. يعزفون الغيطة في الجرائد.. حالهم يشبه أغنية الراحل عبد الحليم حافظ “رسالة تحت الماء” التي يقول فيها إني أغرق إني أغرق”. ولم تسلم أحزاب المعارضة من هجوم عمار سعداني اللاذع، وخص بكلامه حركة مجتمع السلم أكثر من غيرها دون أن يذكرها بالاسم. “شاركوا في الحكم ويقولون لم نشارك. كانوا وزراء ويتنكرون اليوم لذلك. البلاد تحتاج منا الصراحة. كل الضجيج الذي يثيرونه بشأن قانون المالية بهتان. المادة 66 (تسمح بفتح رأسمال المؤسسات العمومية للخواص) صادقوا عليها بأيديهم في إحدى قوانين المالية التكميلية، ولما أدرجت في قانون المالية 2016 اعتبروها بيعا للبلاد. سننشر كل ذلك في موقعنا الإلكتروني وعلى الإعلام أن يفضحهم”. ثم تابع سعداني متهما المعارضة بتعطيل الدستور: “هؤلاء لا تهمهم المادة 66. يهمهم فقط كرسي المرادية. لم يصلوا إليه لأن الشعب ليس معهم، ويريدون اليوم تعطيل الدستور حتى لا نذهب إلى الدولة المدنية. الدستور ليس في صالحهم أو صالح جماعة تملأ لهم الصناديق، هو في صالح الشعب وسيأتي بالدولة المدنية”. وزاد أمين عام الأفالان على ذلك، بأن المعارضة تريد الاصطياد في هذه الفترة التي تشهد فيها الجزائر تراجعا في المداخيل. “بعض أصحاب النفوس الضعيفة يرسمون لوحة سوداء عن الجزائر البيضاء، يريدون للجزائر أن تسقط، ونحن نقول لهم لن تسقط، ستبقى واقفة، وعلى الصغار أن يحترموا الكبار، أن يحترموا رئيس الجمهورية لجهاده ولعمله وسنه، وأن يتذكروا يوم كانوا مرعوبين من أن تدخل المحشوشة صدورهم!”.