أعلنت أكاديمية الفنون وتقنيات السينما في فرنسا، عن قائمة الأفلام والممثلين المرشحين للفوز بجائزة “سيزار”. ويبدو أن الأكاديمية لم تتعب نفسها كثيرا في اختيار الأفلام والبحث عن نجوم خارج البساط الأحمر لمهرجان “كان” السينمائي الدولي، وها هي تتجه نحو تزكية اختيارات المهرجان، في رسالة غير مباشرة إلى جائزة الأوسكار، خصوصا وأنها اختارت موعد 26 من فيفري كل سنة لإعلان قائمة الفائزين الواحد والعشرون بجائزة “سيزار”، وذلك قبل يومين فقط من تسليم الأوسكار. في خضم هذا الطرح تحظى ممثلتان من المغرب العربي بفرصة كبيرة للتتويج بإحدى جوائز “سيزار” لأحسن ممثلة، منافسة بذلك كبار النجوم في السينما الفرنسية، على غرار الممثلة الأيقونة الفرنسية كاترين دوناف التي تم ترشيحها عن دورها في فيلم “الرأس مرفوعة”. للسنة الخامسة على التوالي، لا تزال جائزة “سيزار” السينما، تسير على خطى جائزة “السعفة الذهبية” لمهرجان “كان” السينمائي، فمن خلال قائمة المرشحين للفوز بجوائز هذه المسابقة المخصصة للإنتاج السينمائي الفرنسي، نلاحظ تقارب كبير في الأسماء بما يشبه “تتويجا” للمتوّجين في مهرجان “كان”، فما عدا فيلم “مارغريت” للمخرج الفرنسي إكزافي جونولي، الذي رشّح لإحدى عشرة جائزة هذا العام من جوائز السيزار الواحد والعشرون، فإن باقي الأسماء والأفلام مجرد استنساخ مباشر لمهرجان “كان” السينمائي الدولي. “ديبان” من السعفة إلى “سيزار” ينافس فيلم “ديبان” المتوّج بالسعفة الذهبية على جائزة “سيزار” لأحسن فيلم، بالإضافة إلى تسعة جوائز أخرى في فئات مختلة، منها أحسن إخراج، ويشاركه أيضا فيلم “قانون السوق” للمخرج ستيفان بريز، الذي منح بطل الفيلم فانست كاسال فرصة جديدة للفوز بجائزة هامة في فئة أحسن ممثل بالسعفة الذهبية، التي حاز عليها السنة الماضية. وبهذا تكون جميع الأفلام التي صنعت خارج المرشحين لجوائز “سيزار”الفرنسية، التي سيتم الإعلان عن الفائزين منها فوق خشبة مسرح دو شاتليه بفرنسا، بحضور 1600 من نجوم السينما والإبداع خصوصا من فرنسا، أفلام مرت على البساط الأحمر لمهرجان “كان” وهي فيلم “دوبان” للمخرج جاكس أوديارد وفيلم “ملكي” للمخرجة ذات الأصول الجزائرية مايون وفيلم “الرأس مرفوع” للمخرجة إيمانويل بيرسوت وفيلم “ثلاث ذكريات من شبابي” للمخرج أرنورد ديسبليش الذي عرض في برنامج “كنزان دو فيلم” رفقة فيلم “فاطمة” للمخرج فيلب فوكون وفيلم “موستانج” للمخرج دانز غامز. لبنى أبضار .. من الاعتداء الجسدي إلى منافسة كاترين دوناف هل تقول الحسابات السياسية كلمتها للمرة الثانية في تتويج أحد ممثلي الدول العربية بجائزة “سيزار”؟. هذا السؤال مطروح بقوة في فرنسا هذه الأيام، خصوصا بعد الهجوم القوي والاعتداء الذي تعرضت له الممثلة المغربية لبنى أبضار في بلدها، بسبب مشاركتها في فيلم” الزين اللي فيك” للمخرج نبيل عيوش، الذي وصف في المغرب ب”الإباحي والذي يروّج للدعارة”. ويبدو أن جائزة “سيزار” راقبت كيف جرّ الفيلم المخرج وبطلته المغربية إلى أروقة العدالة، ولتعلن تصنيف بطلته ضمن قائمة أفضل الممثلات الذين شاركوا في الإنتاجات السينمائية الفرنسية لسنة 2015، فقد لفتت حكاية الممثلة المغربية لبنى أبضار أنظار رجال السياسة والفن، خصوصا بعد إعلانها مغادرتها المغرب بسبب تعرضها للاعتداء عقب عرض الفيلم، وهو ما زاد من حظها في التتويج بجائزة “سيزار” أحسن ممثلة ضمن القائمة التي رشح لها من الممثلين الذين كان لهم حضور بارز في مهرجان “كان”، سواء من خلال الجوائز التي فازوا بها أو من خلال نظرة النقاد والصحافة. أول ممثلة محجبة مرشحة لجائزة “سيزار” رشّحت الأكاديمية أيضا، فيلم “فاطمة” لأربع جوائز، منها أفضل فيلم وجائزة أحسن ممثلة، ويتعلق الأمر بالممثلة صورية زروال عن دورها الرئيسي في فيلم “فاطمة” للمخرج فيليب فوكون، الذي يتناول موضوع المهاجرين وقضية الاندماج في المجتمع الفرنسي، من خلال شخصية فاطمة، المرأة جزائرية التي انتقلت إلى فرنسا بعد زواجها، ولكن تنفصل عنه وتواصل حياتها في فرنسا مع بنتيها، غير أن المرأة فاطمة تواجه صعوبات في التواصل مع بنتيها، خصوصا وأنها لا تجيد الفرنسية في مقابل عن حديث الأبناء باللغة العربية، وهو ما يطرح مشكلة قوية للاندماج في المجتمع الفرنسي. وقال مخرج فيلم “فاطمة” فيليب فوكون، إنه وجد صعوبة كبيرة في العثور على ممثلة تستطيع تجسيد الدور، مشيرا إلى أنه تعرّف عليها صدفة، فلم تكن الممثلة صورية زروال بطلة في أي من الأفلام سابقا، بل مجرد امرأة التقاها في فرنسا ليعرض عليها مشاركته بطولة الفيلم. تشمل قائمة المرشحين للفوز بجائزة أحسنة ممثلة، بالإضافة إلى الممثلتين المغربيتين، الممثلة إيمانويل بيرسوت، الممثلة البلجيكية سيسيل دي فرانس، الممثلة الفرنسية الشهيرة كاترين دوناف عن دورها في فيلم “الرأس مرفوع”، والممثلة الفرنسية كاترين فروت عن دورها في فيلم “مارغريت” والممثلة الفرنسية إيزابيل أوبريت عن دورها في فيلم “واد من الحب”.