تواترت الاشتباكات المسلحة في ليبيا حيث جرت مواجهات ليلة أول أمس في كل من العاصمة طرابلس وفي مدينة زوارة غربي البلاد. وذكرت تقارير أن اشتباكات وقعت بين ثوار مسلحين بأسلحة خفيفة في منطقة جنزور غربي العاصمة طرابلس، كما دارت اشتباكات أخرى بين ثوار مدينتي زوارة ورقدالين غرب البلاد بعد اختطاف قوة من حرس الحدود من أبناء زوارة. ووصل وفد من وزارة الدفاع الليبية إلى زوارة لبحث سبل وقف الاشتباكات التي استخدمت فيها قذائف المورتر والدبابات والبنادق الأوتوماتيكية ونيران المدافع المضادة للطائرات، والتشاور مع المجلسين المحلي والعسكري في المدينة. وقام المسؤولان بجولة في المدينة التقيا خلالها طرفي النزاع. وقال سكان محليون في زوارة إن الاشتباكات حول المدينة التي تبعد نحو 120 كلم غربي العاصمة طرابلس دارت بين مقاتلين من داخل البلدة التي يسكنها بالأساس أعضاء من الأقلية الأمازيغية ومليشيات من منطقتي الجميل ورقدالين القريبتين اللتين يسكنهما عرب في الأغلب. وقال عضو المجلس المحلي لزوارة أيوب سفيان إنه لا تزال هناك بعض الاشتباكات و«أصابتنا خلال العشرين دقيقة الماضية نحو 14 قذيفة مورتر، وتعرضنا لنيران مدافع مضادة للطائرات من الجميل ورقدالين». وقال أحد الأعيان المحليين إن قوات من الحكومة الليبية وصلت إلى منطقة النزاع وأوقفت إطلاق النار وأفرجت عن الرهائن لدى الطرفين، وذلك في استجابة غير معتادة من قبل الحكومة المركزية الضعيفة التي تُتهم ببطء الحركة لوقف النزاعات المحلية الدموية والتي وقعت في أكثر من منطقة بالبلاد. ومثل أغلب المواجهات العنيفة التي تندلع في ليبيا، تبدأ الاشتباكات صغيرة وسرعان ما تتصاعد في ظل عدم وجود قوة أمنية مناسبة لحفظ النظام مع وفرة الأسلحة المتداولة. وذكر المتحدث باسم رقدالين رامي كنعان أن الاشتباكات اندلعت عقب احتجاز مقاتليهم 29 فردا من لواء زوارة كرهائن. وأطلق سراح المحتجزين بعد ساعات قليلة، لكنهم قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب أثناء الاحتجاز، الأمر الذي أغضب سكان زوارة وأطلق شرارة القتال. من ناحية أخرى، قال مصدر رسمي إن الآلاف من الليبيين بدؤوا بالتدفق على تونس إثر تدهور الأوضاع الأمنية في بلادهم بسبب تزايد المواجهات المسلحة بين الثوار. وذكرت الإذاعة التونسية الرسمية أن المعبرين الحدوديين التونسيين «رأس الجدير»، و«الذهيبة» سجلا حركة كبيرة منذ تجدد المعارك بين مقاتلين من مدينتي «زوارة» و«جميل» في غرب ليبيا على الحدود مع تونس. وأشارت إلى أن تدفق الليبيين على تونس الذي بدأ ليلة أول أمس تطور بشكل لافت على مستوى معبر «رأس جدير»، حتى «تراوح عدد الوافدين الليبيين بين 10 و12 ألف مسافر في 24 ساعة».