أعلن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمّد روراوة، بأن لجنة الانضباط ستعمل مستقبلا على تطبيق تعليمات “الفيفا” بحذافيرها، بشأن طريقة التعامل مع النوادي التي ترفض تسديد الديون المتراكمة عليها المتعلّقة بمستحقات اللاّعبين. استعمل روراوة خلال لقائه، أمس، بفندق “الماريوت” بقسنطينة، برؤساء الأندية المحترفة لشرق البلاد والمدرّبين وقادة النوادي، بحضور رئيس رابطة كرة القدم المحترفة محفوظ قرباج، ورئيس لجنة الانضباط حميد حدّاج، لغة التهديد لإرغام هذه الأندية على وضع حدّ نهائي للديون المتراكمة عليها، مشيرا في هذا السياق “قوانين الاتحادية الدولية لكرة القدم واضحة، وهي تنص على خصم من نقطة واحدة إلى ست نقاط من رصيد الأندية التي لا تسدّد مستحقات لاعبيها. وفي حال مرور شهرين على عدم الالتزام بالقانون، فإن مصير هذه النوادي سيكون الإنزال إلى الدرجة الأدنى”. واعترف رئيس “الفاف” في سياق حديثه بأن لجنة الانضباط تعاملت مع النوادي بشأن هذه القضية بمنطق “السوسيال”، حين كشف بأن هيئة حميد حدّاج لم تكن صارمة في تطبيق القوانين، من أجل منح الوقت للنوادي للتحكّم في الميزانية المالية وتسديد كل الديون العالقة على مراحل. غير أن الواقع الحالي، حسب روراوة، سيجعل لجنة الانضباط، مستقبلا، مرغمة على عدم التسامح وتطبيق قوانين الاتحادية الدولية لكرة القدم، خاصة وأن “عدوى” عدم تسديد الديون انتشرت بين عديد الأندية المحترفة، وطالت حتى اللاّعبين الأجانب الذين تقدّموا بشكاوى إلى “الفيفا” التي أنصفتهم. وعاد محمّد روراوة، في هذا السياق، ليكشف بأن ديون 13 لاعبا أجنبيا أنصفتهم الهيئة الكروية الدولية، بلغت مليون دولار، مشيرا إلى أن النوادي الجزائرية المعنية بقضايا نزاع مع هؤلاء اللاّعبين، مرغمة على التسديد في الآجال القانونية المحدّدة من طرف “الفيفا”، حتى تفادى الإجراءات العقابية المتمثّلة في البداية بخصم النقاط، وتنتهي بالإنزال إلى الدرجة الأدنى من المنافسة. وجدّد رئيس الاتحادية دعوته اللاّعبين من أجل إيداع الشكاوى للجنة المنازعات بعد ثلاثة أشهر فقط على عدم تلقيهم لرواتبهم، مضيفا بأن الانتظار لأكثر من ذلك لتقديم الشكوى يجعل الاتحادية لا تأخذ طلبهم بعين الاعتبار. قانون داخلي موحّد للأندية وصرح الرئيس روراوة أيضا بأن “الفاف” استعانت بمجموعة من الخبراء القانونيين لصياغة قانون داخلي موحّد لكل النوادي المحترفة؛ “حتى نحفظ حقوق اللاّعبين والأندية على حدّ سواء”، مضيفا “هناك اختلاف كبير بين الأندية في بنود القانون الداخلي، وعليه سيتم صياغة قانون موحّد لتفادي الاختلاف”، مشيرا إلى أن الأندية المحترفة مدعوّة للاهتمام أكثر بالفئات الشبانية، من خلال تجهيز جواز اللاّعب: “وهو الجواز الذي يتابع تدرّج اللاّعبين في الأصناف الأخرى، يكون مستقبلا الوثيقة التي تحفظ حقوق الأندية للاستفادة من منحة التكوين ومنحة التضامن”. وضرب روراوة مثالا حيّا للأندية بخصوص أهمية منحة التكوين، وخاصة منحة التضامن، موضحا “لاعب مثل إسلام سليماني لعب لفريقي عين البنيان والشراڤة.. وفي حال تحويله اليوم من ناديه سبورتينغ لشبونة إلى أي فريق آخر، فإن فريقي عين البنيان والشراڤة سيستفيدان من 5 في المائة من قيمة التحويل. وبما أن قيمة إسلام سليماني تبلغ حاليا ما بين 20 و25 مليون دولار، فإن قيمة 5 في المائة سيستفيد منها عين البنيان والشراڤة”. وشدّد رئيس الاتحادية أيضا على أن اللاّعبين مطالبون بالتفكير منذ الآن في ما بعد نهاية المشوار الكروي، من خلال الحرص في الوقت الحالي على تسديد مستحقات الضمان الاجتماعي دون إهمال أيضا الضرائب، مضيفا “حين يعتزل اللاّعب، يجب أن يضمن عائدات مالية وتسديد مستحقات الضمان الاجتماعي، ما يمنح للاّعب فرصة الاستفادة من راتب محترم، وبالتالي من واجب اللاّعبين والأندية عدم إهمال هذه النقطة”. الملفات الطبية للاّعبين لا تشمل كشوفات القلب كما تطرّق رئيس الاتحادية أيضا إلى الملفات الطبية للاّعبين، وأسرّ بأن اللّجنة الطبية اكتشفت بأن ملفات اللاّعبين منقوصة من التقرير الطبي المتعلّق بالقلب، وهو إهمال خطير، في نظر روراوة “لأن وفاة أي لاعب، لا قدّر الله، فوق أرضية الميدان، سيجعل النادي في ورطة حقيقية، ومساءلة أمام العدالة أو أمام أولياء اللاّعب المتوفى”، مضيفا “الحمد لله أننا لم نسجّل في بطولتنا حالات مشابهة”. ودعا روراوة اللاّعبين والمدرّبين للكفّ عن الاحتجاجات على قرارات الحكّام بالطريقة التي اعتدنا مشاهدتها، مشيرا “الحكم بشر وهو معرّض لأن يُخطئ، ولا نريد احتجاجات بتلك الصورة السلبية. وكل حكم لا يدوّن اسم لاعب دفعه أو لمسه، فإننا سنعاقب الحكم نفسه”. بينما كشف رشيد بوعرّاطة، مدرّب شباب باتنة، الذي حضر الاجتماع، بأن الاتحادية أيضا ستعمل على صياغة عقود موحّدة للمدرّبين تضم الحقوق والواجبات. تجدر الإشارة إلى أن رئيس “الفاف” منح ثلاثة أندية بشرق البلاد صكوكا بقيمة حقوق التكوين للاّعبين، بغرض تشجيعهم وجعل كل الأندية تدرك حقوقها، فقد استفاد أمل عين مليلة من مليون و500 ألف دينار، وإتحاد خنشلة وشباب حي موسى من 500 ألف دينار.