يثير تصنيف نتائج امتحانات التربية لولاية الوادي في الرتبة 43 من بين ولايات الوطن استياء الأولياء على مستقبل أبنائهم، جراء التقهقر التدريجي لمستوياتهم التعليمية رغم الإمكانيات الكبيرة المسخرة للقطاع من طرف الدولة. ذكر أولياء أن مصالح التربية سعت إلى محاولة رفع ترتيبها الوطني بتنظيم ثلاث حملات كبرى كل سنة بعنوان “نجّح ابنك”، اعتاد أن يحضرها الأولياء وجمعيات مدنية مهتمة بالموضوع وينشطها خبراء مختصون في علم النفس والاجتماع والتربية. وآخذ الأولياء على هذه الحملة، حسب بعضهم، كونها ترمي بالمسؤولية على الأولياء وحدهم كما يظهر من عنوانها، في حين يحمل الأولياء تدهور النتائج إلى الكثير من عمال القطاع، لاسيما الأساتذة والمعلمين الذين تحول العديد منهم إلى ممارسة نشاطات موازية لمهنة التعليم كالفلاحة والتجارة في أوقات فراغهم على حساب تحضير الدروس والاهتمام بالعمل التربوي. كما رفض الأولياء دعوة وزيرة القطاع، لدى زيارتها مؤخرا لولاية الوادي، تحميل المسؤولية للمحيط الاجتماعي من خلال دعوتها المنتخبين والجمعيات إلى البحث عن أسباب تدهور نتائج أبنائهم، ودعوا بالمقابل إلى فتح تحقيق علمي وتربوي مُعمق لمعرفة أسباب انهيار النتائج وتدني المستوى الدراسي، رغم أنهم لم يقصروا في رعاية أبنائهم بدروس الدعم التي يدفعون من أجلها أموالا باهظة ومع ذلك ظلت نتائج التلميذ دون المستوى المطلوب. وطالب المعنيون بضرورة مراعاة وضع الولاية، كونها ولاية جنوبية، حيث إن ساعات التدريس تؤثر على المردود العلمي للتلاميذ، خاصة بالنسبة للدخول المدرسي الذي يكون في بداية شهر سبتمبر من كل سنة، رغم أن الحرارة مرتفعة بشكل يمنع التلاميذ من الالتحاق بالمؤسسات التربوية، خاصة منهم الذين يسكنون في مناطق بعيدة ونائية، إضافة إلى مشكل نقص أو انعدام أساتذة اللغات الأجنبية في الولاية، وهو الأمر الذي يؤثر بشكل دائم على مردود التلاميذ خاصة منهم المقبلين على امتحانات نهاية الطور (امتحان نهاية الطور الابتدائي، المتوسط والثانوي)، ما يبرر، حسبهم، التدهور المتسمر للأرقام المسجلة في الولاية، حيث طالبوا بضرورة وضع استراتيجية واضحة من أجل تحسين ظروف التدريس لتخرج الولاية من دائرة الأرقام المتدنية التي تسجلها كل سنة.