اصطف العشرات من المتضامنين وأفراد عائلة مساجين قضية "كا.بي.سي" وأصدقائهم وبعض أفراد الأسرة الإعلامية أمام مدخل المؤسسة العقابية لسجن الحراش، واتجهت كل الأنظار صوب باب السجن في انتظار إطلاق سراح الذين سجنوا من أجل قول الكلمة الحرة والصادقة. وعلى الساعة الخامسة وعشر دقائق أطلق سراح المساجين الثلاث، مدير قناة "كا.بي.سي" مهدي بن عيسى ورياض حرتوف مدير الإنتاج بها، ونورة نجاعي المديرة بوزارة الثقافة، فهرول الجميع صوب مخرج السجن لمعانقتهم وامتزجت دموع الفرحة بدموع الحرقة، وتعالت الزغاريد والهتافات". وصرح مدير قناة "كا.بي.سي" مهدي بن عيسى، الذي لم يخف وجهه البشوش ملامح التعب الذي بدا جليا على وجهه، قائلا : " أنا جد سعيد بإطلاق سراحي اليوم واعتبرها انتصار للحريات، للعدالة، للدستور ولكل الجزائريين". وفي تعليقه عن الحكم الصادر على السجناء الثلاثة، قال بن عيسى : " أظن أن الحكم كان مبالغ فيه وأتمنى أن لا يتكرر استعمال هذه الوسائل في المستقبل، لأنه مناف للنصوص الدستورية الواضحة ولجميع النصوص القانونية". وفي رده عن سؤال حول مدى تقييمه لحرية التعبير في الجزائر أردف مهدي قائلا: "حرية تعبيري تعادل الحرية التي يعيشها الجزائريون، وهم فقط من يحدد إن كانت في المستوى أو لا؟ " وتابع قائلا : "صحيح أنني فزت اليوم بالبعض من حريتي بإطلاق سراحي"، لكنه لم يخف، وهو يغادر لمعانقة أبنائه وباقي أفراد عائلته قلقه بشأن ما يخبئه المستقبل لحرية التعبير في الجزائر.