كشفت دراسة بريطانية حديثة، أن طريقة جديدة أكثر أمانًا وفاعلية تعتمد على استخدام أشعة الليزر مع عقار مستخلص من البكتيريا، نجحت في تدمير خلايا سرطان البروستاتا في مراحله الأولية. الدراسة أجراها باحثون في مستشفى كلية لندن الجامعية، ونشروا نتائج دراستهم اليوم الثلاثاء، في دورية "لانسيت" لعلم الأورام السرطانية. وبحسب فريق البحث، تتلخص طريقة العلاج الجديدة، التي تم اختبارها في 47 مستشفى، في دول أوروبية، في استخدام أشعة الليزر مع عقار مستخلص من البكتيريا التي تعيش في أعماق البحار، للقضاء على الأورام السرطانية في البروستاتا دون إحداث الكثير من الأعراض الجانبية المؤذية. وأضافوا أن عملية العلاج الجديدة تعتمد على إدخال آلياف ضوئية ليزرية من خلال منطقة العجان (بين المخرج والخصيتين) إلى غدة البروستاتا، وعن تشغيل شعاع الليزر، يتفاعل العقار البكتيري الذي يقوم بدوره بقتل الخلايا السرطانية دون الخلايا الاعتيادية. وجرّب الباحثون الطريقة الجديدة على 413 رجلا مصابا بسرطان البروستاتا، وكشفت النتائج أن نصف المصابين لم يتبق لديهم أي أثر للمرض. وأوضح الباحثون أن علاج سرطان البروستاتا التقليدي يشمل التداخل الجراحي أو استخدام العلاج الإشعاعي، وكلاهما يسبب أعراضا جانبية خطيرة إذ يصاب 9 من كل 10 تقريبا من الذين يخضعون للعلاجات التقليدية بمشاكل في الانتصاب، كما يصاب 20% منهم بسلس البول. وأضافوا أن الأعراض الجانبية للعلاجات التقليدية تدفع الرجال المصابين بالمراحل الأولى من المرض الامتناع عن الحصول على العلاج حتى يبدأ الورم بالنمو بسرعة. في المقابل، أثبتت النتائج أن تأثير العلاج الجديد على النشاط الجنسي والتبول لم يزد عن 3 شهور، واختفت كل الأعراض الجانبية عن كل الذين حصلوا على العلاج في غضون سنتين. ووصف فرق البحث الطريقة الجديدة بأنها "تمثل نقطة تحول حقيقية" في التعامل مع هذا سرطان البروستاتا في مراحله الأولية. ووفقا للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن سرطان البروستاتا هو أكثر أنواع السرطانات غير الجلد شيوعًا بين الرجال، كما أن الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 عاما فما فوق، هم أكثر عرضة للإصابة به، بالإضافة إلى أن العوامل الوراثية للمرض تزيد الخطر.