تخبئ سنة 2017 العديد من مفاجآت السينمائية الجزائرية. ففي العام الجديد هذا سيكشف الستار أخيرا على أكثر من سبعة مشاريع سينمائية، بعضها ظل حبيس الأدراج، وبعضها أثار الكثير من الجدل، سواء بالنسبة لجنسية المخرج أو لطبيعة الموضوع. "بن باديس".. جدل المخرج الأجنبي الفيلم الروائي الطويل "بن باديس" للكاتب السيناريست رابح ظريف والمخرج السوري باسل الخطيب، هو أحد أبرز الأفلام المنتظرة بقوة، فقد طفت الكثير من الروايات حول حكاية هذا الفيلم المنتج في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، وقبل أن يستقر العمل، إلى جانب خبر افتتاح أول مدينة سينمائية ببلدية العاشور (لم تتكتمل بعد)، كانت جنسية مخرج الفيلم، السوري باسل الخطيب، قد صنعت الحدث، وكشفت عن خلافات بين فريق العمل، لا أول ولا آخر لها. إلى ذلك يبقى الفيلم "خلاصة" تجربة جزائرية ضمن التجارب الأولى التي أشرف عليها المركز الجزائري لتطوير السينما، ومن المقرر أن يتم عرض الفيلم يوم 16 أفريل 2017. بن مهيدي .. مخاض 5 سنوات أخيرا، لم يتبق أمام المخرج بشير درايس سوى شهر واحد لينتهي من تصوير آخر مشاهد فيلم "العربي بن مهيدي". هذا الفيلم الذي شابهت حكاية إنجازه حكاية فيلم "الأمير عبد القادر"، عرف عدة محطات، وتعثر على مدى خمس سنوات، تعاقب عليه ثلاثة وزراء للثقافة، أولا مع خليدة تومي التي تم في عهدها الإعلان عن مشروع الفيلم ضمن برنامج "خمسينية الإستقلال"، وثانيا في عهد الوزيرة نادية لعبيدي التي أعطت إشارة تصوير أول مشهد للفيلم بفيلا "سيزيني" بالمدنية، وثالثا مع الوزير عز الدين ميهوبي الذي رافق تصوير المشاهد بين بجايةوقسنطينةوالجزائر العاصمة، ما يعني أن الإفراج عن النسخة النهائية للفيلم الذي قام ببطولته الممثل خالد بن عيسى وأخرجه بشير درايس بعد أن كان مقررا أن يخرجه الفرنكو جزائري، شاد شنودة، ويقوم ببطولته الممثل طاهر رحيم. وسيكون الحدث السينمائي عام 2017 بامتياز يوم عرضه المقرر مبدئيا في شهر مارس. أسوار القلعة السبعة.. الأمل في الاقتباس بحّ صوت العديد من السينمائيين العرب في الدفاع عن الاقتباس، ويصفه المخرجون "طوق نجاة السينما العربية"، فقد غرقت الأعمال في النصوص المتواضعة وعمّت أزمة السيناريو، ما جعل من الرهان على رواية "أسوار القلعة السبعة" للكاتب محمد معرفية، أحد أبرز الطرق التي سلكها المخرج أحمد راشدي مؤخرا، من أجل تصوير فيلمه الجديد الذي يحمل نفس عنوان الراوية، ف"أسوار القلعة السبعة" الذي أعطيت إشارة تصويره عام 2015 بساحة سي الحواس مقابل قصر أحمد باي بقسنطينة، هو فيلم تاريخي يتعقب جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر، ويتابع مراحل الثورة حتى أول نوفمبر، كل هذا المسار التاريخي الطويل، سيكون خلاصة عمل مقتبس يعرض هذه السنة. "الجنة" و "الريح الرباني".. علواش بكاميرا واحدة يعتبر المخرج مرزاق علواش، أكثر المخرجين الجزائريين عطاء، فهو لا ينتظر دعم الوزارة من أجل تصوير أفلامه، لهذا نجده في عام واحد يخرج فلمين، حيث انتهى السنة الماضية من تصوير فيلمه الروائي الجديد "الريح الرباني" بصحراء تيميمون وفيلم "الجنة"، وكلاهما قصة تتمحور حول ذاكرة الحادث الإرهابي المأساوي الذي استهدف القاعدة البترولية بتيقنتورين. أما الفيلم الثاني "الجنة" فهو عن الإرهاب والتطرف، ومن المتوقع أن يعرض الفيلمين خلال عام 2017، خصوصا "الريح الرباني" الذي جاء برؤية تشبه فيلم المخرج رشيد بوشارب "الطريق إلى اسطنبول"، ما يجعله محط أنظار المهرجانات العالمية. ويروي فيلم "الريح الرباني" قصة فتاة يتم تجنيدها من قبل تنظيم "داعش"، وتلعب دور الفتاة الممثلة سارة لايزاك، الفرنسية جزائرية الأصل. وتتقاطع الحكاية مع قصة فيلم "الطريق إلى إسطنبول" وفيلم "زهرة حلب" لرضا الباهي، حيث تسافر الفتاة إلى سوريا من أجل الانضمام إلى تنظيم "داعش"، ثم تعود إلى تركيا وتدخل إلى الجزائر متجهة مباشرة إلى تيميمون. "الذين نكنّ لهم المجد" .. بيونة وبوشارب على خط الكوميديا يتجه المخرج الفرنكوجزائري، رشيد بوشارب، هذه المرة إلى الكوميديا، حيث سيقوم بعرض فيلمه الروائي الجديد "الذين نكنّ لهم المجد" وتشاركه في العمل الممثلة بيونة التي تؤدي دور الأم في هذا الفيلم الفكاهي الذي تم تصوريه في ميامي بالولايات المتحدةالأمريكية، ويشاركها في البطولة الممثل الفرنسي عمر ساي. وستحتفل بيونة بعيد ميلادها الرابع والستين مع هذا التجربة السينمائية، التي يقدمها بوشارب بعد ثلاثيته عن الدين والتطرف. أوغسطينس إبن دموعها.. الإنتاج العربي المشترك من الأفلام التي ينتظر عرضها في الجزائر، فيلم "أوغسطينس إبن دموعها" للمخرج المصري سمير سيف، وهو الفيلم الجزائريالتونسي، الذي قدّم عرضه الأول في تونس، ولم يعرض بعد في الجزائر، ومن المتوقع أن يحدث هذا الفيلم جدلا كبيرا، خصوصا وأنه يتناول (مدته 120 دقيقة وهو إنتاج تونسي جزائري مصري) قصة مخرج جزائري جسّد دوره الممثل عماد بن شني، يعمل في قناة تلفزيونية، كلف بتصوير فيلم وثائقي عن حياة الفيلسوف أوغسطينوس منذ ولادته في الجزائر، ثم تابع رحلته إلى قرطاج وروما وميلانو.