تسبب قرار المقاطعة الذي أشهرته، أول أمس، السعودية وحلفاؤها في وجه قطر، في ارتدادات طالت مئات الجزائريين، لاسيما المقبلين منهم على أداء شعيرة العمرة خلال الشهر الفضيل، عن طريق رحلات اشتروا تذاكرها من شركة الخطوط الجوية القطرية منذ مدة، حيث وجد هؤلاء أنفسهم في ورطة حقيقية، إثر إجراء المملكة تعليق استقبال كل الرحلات القادمة من الدوحة، في سياق قرار إغلاق كل المنافذ البرية والبحرية والجوية بين البلدين. وقد نزلت الأزمة المفاجئة التي تفجّرت في أهم دول الخليج، كالصاعقة على العديد من أصحاب وكالات السياحة والأسفار، وقطاع كبير من الجزائريين؛ بفعل المخاوف من إلغاء رحلاتهم المبرمجة طيلة الأيام المتبقية من شهر رمضان باتجاه البقاع المقدسة، عن طريق رحلات غير مباشرة تمر بالعاصمة القطرية، فقد عاش الجميع على أعصابهم ولم يتوقفوا منذ إعلان إجراءات الرياض عدم استقبال أي رحلات جوية قادمة من قطر، عن الاتصال بالشركة القطرية ومتعامليها للاستفسار عن كيفية تنظيم رحلاتهم المهددة بالإلغاء كلية في آخر دقيقة، رغم استنفادهم جميع الإجراءات اللازمة من استصدار التأشيرة، وشراء التذاكر، وحجز الفنادق، وغيرها من الإجراءات الأخرى التي يستوجبها أداء العمرة. ولحسن الحظ، حسب السيد إلياس سنوسي، نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية الذي جمعه اتصال ب "الخبر"، أمس، فإن "عدد المعنيين بأداء العمرة بموجب رحلات تمر عن طريق الدوحة قليل، مقارنة بالسواد الأعظم من المعتمرين الجزائريين الذين غالبا ما يفضلون التنقل عن طريق رحلات مباشرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية"، مضيفا بأن "في مثل هذه الأوضاع الطارئة، هناك خياران اثنان لا ثالث لهما؛ فإما أن يتم تحويل المعتمرين الذين حجزوا تذاكر لدى الشركة القطرية نحو شركات طيران أخرى، وذلك حسب إمكانية وجود أماكن شاغرة، أو أن يتم تعويض المعنيين بقيمة التذكرة، الأمر الذي سيكون إن حدث كارثة بكل المقاييس لهؤلاء، خاصة وأن البعض منهم سددوا تكاليف الإيجار، والتأشيرة، والنقل، علما بأن هذه الأخيرة غير قابلة للتعويض". وحسب مصادر مطلعة، فإن الشركة الجوية القطرية اتخذت إجراءات سريعة لتأمين برنامج الرحلات المسطر، وذلك من خلال تحويل زبائنها نحو شركات أخرى تضمن النقل باتجاه البقاع المقدسة انطلاقا من مطار الجزائر، ومرورا بمطارات إسطنبول أو عمان، مضيفين بأن التنسيق جار مع هذه الشركات لتوفير طائرات كبيرة من أجل استيعاب العدد الإضافي للمسافرين الذين كانوا مبرمجين مع شركة الطيران القطرية، الممنوع نزولها في مطارات السعودية، منذ أول أمس. وقد كان العديد من الأشخاص الأحرار، ووكالات الأسفار، قد حجزوا منذ عدة أشهر تذاكر السفر من لدن الشركة القطرية للطيران، نتيجة التخفيضات المهمة التي قررتها على جميع رحلاتها آنذاك، قبل أن يتفاجأوا في ربع الساعة الأخير من انطلاق رحلاتهم بأزمة طارئة لا يعرف أحد أين ستصل ارتداداتها في المستقبل.