توفيت، صبيحة أمس، سيدة تبلغ من العمر 34 سنة بمستشفى عين وسارة في الجلفة، الذي نقلت إليه في حالة حرجة بعد أن وضعت حملها، ليلة أول أمس، بمستشفى عين بوسيف في ولاية المدية، وهو الذي يبعد حوالي 70 كلم عن عين وسارة. قبل أن تهدأ عاصفة وفاة السيدة الحامل بمستشفى عين وسارة بالجلفة، الذي يشهد احتجاجات متواصلة منذ تاريخ الحادثة قبل أكثر من 20 يوما، استيقظ سكان المنطقة على خبر وفاة سيدة أخرى قدمت من مستشفى عين بوسيف في ولاية المدية، حيث وصلت المرحومة إلى مستشفى عين وسارة على الساعة العاشرة و50 دقيقة ليلا في حالة صحية متدهورة جدا، حسب مدير المستشفى مداح مسعود، الذي أكد أن هذه الأخيرة كانت في غيبوبة عند وصولها، ولم تنفع معها محاولات الإنعاش التي أشرف عليها الطاقم الطبي وقابلات إلى أن تنقلت إلى رحمة الله صبيحة أمس. وأضاف محدثنا أن سبب نقل هذه الأخيرة إلى مستشفى عين وسارة الذي يعرف اكتظاظا كبيرا واحتجاجات متواصلة منذ وفاة حامل وابنتها، إلى انعدام طبيب مختص بمصلحة الولادة بمستشفى عين بوسيف، حسب ما علم محدثنا، مشيرا إلى أن هذه الوفاة تعد الثامنة في المستشفى في الأشهر الأخيرة، أربع منها لحوامل تم نقلهن من الدوائر التابعة لولايتي تيارتوالمدية، وكانت حالتهن حرجة قبل وضعهن لحملهن.
تابعونا على " غوغل + "
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تم تحويل هذه السيدة من عين بوسيف إلى مستشفى عين وسارة في الجلفة، دون تحويلها إلى مقر الولاية المدية أو دائرتي شلالة العذاورة والبرواڤية القريبتين، خاصة وأن مستشفى عين وسارة يشهد اكتظاظا كبيرا، إلى درجة أن الحوامل يفترشن الأرض ومنهن من يتم تحويلهن إلى مصلحة الجراحة. وقد أحصت الولاية، منذ شهر جانفي إلى غاية 31 جويلية، 475 ولادة من خارج الولاية قدمن من دوائر عين بوسيف ببلدياتها بالمدية والشهبونية وبوغزول والبوعيش التابعة كذلك لولاية المدية، بالإضافة إلى بلديات سرقين وطاقين بولاية تيارت، وهو ما خلق ضغطا رهيبا. يشار إلى أن مصلحة الولادة في مستشفى عين وسارة شهد مؤخرا حادثة وفاة حامل ومولودتها بعد أن رفضت ثلاثة مستشفيات استقبالها، وحاليا القضية مطروحة أمام العدالة لمعرفة الأسباب الحقيقية المؤدية لهذه الوفاة، بعد أن تم حبس 3 قابلات وطبيبة نساء ومشرف طبي ومدير مناوب على ذمة التحقيق. كما يعرف هذا المستشفى وقفات احتجاجية للأسبوع الثاني على التوالي، للمطالبة بالإفراج عن القابلة التي تعمل بمستشفى عين وسارة، والتي سجنت، حسب المحتجين، ظلما.