تجددت "الحرب" بين رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، خير الدين زطشي، ورئيس الرابطة المحترفة، محفوظ قرباج، على خلفية رفض الأول لطلب الثاني بشأن السماح للأندية المدانة فوق المليار سنتيم، بتوظيف الجدد، ما لم تسو الأندية المعنية ديونها العالقة. صراع قرباج وزطشي أدخل الأندية المعنية في دوامة، فبعضها يسارع الزمن لتسوية مستحقات دائنيه وبعضها أضحى يهدد صراحة بمقاطعة البطولة، ما لم تستجب الفاف والرابطة لطلباتهم بشأن تأهيل الجدد، وهو ما ينذر بمرحلة عودة استثنائية، كما حدث العام الماضي، حينما صنعت البطولة الوطنية الحدث في العالم، ببقائها لأطول فترة ممكنة. وضع رئيس الرابطة المحترفة، محفوظ قرباج، نفسه في ورطة حقيقية، بعد إقدامه على تسليم أندية ممنوعة من الانتداب خلال "الميركاتو" الشتوي، إجازات لاعبيها الجدد، كما هو حال نادي وفاق سطيف، وهو ما يعد خرقا وتجاوزا فاضحا من الرئيس الأسبق لشباب بلوزداد. وسارع رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم، محفوظ قرباج، حسب مصدر عليم، لطلب لقاء رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، خير الدين زطشي، يطلب منه موافقته على تأهيل اللاعبين الجدد للنوادي التي تم تحويل ملفات دائنيها من لاعبين أو مدربين للقضاء المدني، كما هو حال فريق وفاق سطيف، وهو الاقتراح الذي رفضه رئيس "الفاف" الذي كان مرفقا خلال ذلك اللقاء بمستشاره القانوني، والذي أكد من جهته غياب أي مادة قانونية تجيز ذلك. وحسب ذات المصدر، فإن رئيس الرابطة ورغم علمه المسبق بأن وفاق سطيف من الأندية التي منعت من الانتداب، بسبب تجاوز ديونها حاجز المليار سنتيم، رضخ لضغط رئيس وفاق سطيف، حسان حمّار، وسلمه قبل أيام إجازات لاعبيه الجدد، ويتعلق الأمر بالثنائي حمزة بانوح وسيد أحمد عواج وهذا حتى يضيفهما رئيس الوفاق للقائمة الإفريقية التي كان ملزما بارسالها ل"الكاف" قبل تاريخ 15 جانفي الجاري، قبل أن يدرك فداحة ما فعل ويطلب من أمينه العام سيد علي يحياوي الاتصال برئيس الوفاق ويترجاه حتى لا يقوم بإشراك اللاعبين المذكورين في مباراة الكأس أمام شبيبة الساورة (رغم حصولهما على إجازات اللعب) وهو ما حدث. عمراني: "إدارة الوفاق لم تعترف بقرارات لجنة الانضباط والمحكمة المدنية" ولتبرير هذه "الفوضى" لم يتردد قرباج في تزييف الحقائق، لما صرح بأن قضية وفاق سطيف مختلفة عن قضية النوادي الأخرى المدانة، وبأن أهم مشكل يواجه بطل الموسم المنصرم يكمن في لجوء مدربه السابق، عبد القادر عمراني، للقضاء المدني من أجل استرجاع حقوقه المادية (يدين بأكثر من مليار سنتيم) وهو ما نفاه وكذبه المعني بالأمر المدرب عمراني، الذي أكد ل"الخبر" أن إدارة الرئيس حسان حمّار "هي التي طعنت في قرار سابق للجنة فض المنازعات ولجنة الانضباط الذي صب في مصلحتي وقامت (إدارة الوفاق) بالطعن لدى مجلس قضاء سطيف"، وهنا عاد عمراني وأكد بأن "القضاء المدني أيضا أقر نفس الحكم الصادر من لجنة فض المنازعات ولجنة الانضباط". ولا يملك محفوظ قرباج من مخرج لتخليص نفسه من هذه الورطة في ظل استحالة إلغاء أو سحب الإجازات من الناحية القانونية سوى العمل على إقناع أعضاء المكتب الفدرالي للفاف، بتبني اقتراحه القاضي بمنح الأندية الممنوعة من الانتدابات مهلة جديدة (أسبوعان) لسداد الديون خلال اجتماع المكتب الفدرالي المقبل يوم الأحد القادم، وهو ما يرفضه مبدئيا رئيس "الفاف" خير الدين زطشي، على أساس أن الأندية المعنية كانت أمامها مهلة كافية لتسوية ديونها، لكنها فضلت التهرب من مسؤوليتها وربح الوقت. رئيس الرابطة يناقض قراراته والغريب في كل هذه القضية، أن قرباج الذي يرافع حاليا من أجل منح فرصة ثانية للأندية المدانة، هو نفسه صاحب فكرة معاقبة الأندية المدانة بعد رفع حاجز الديون من 200 مليون سنتيم (كما كانت في عهد الرئيس السابق محمد روراوة) إلى مليار سنتيم، وهذا خلال اجتماع المكتب الفدرالي الأخير، وهو تصرف ليس بغريب عليه مادام أن قرباج كان أيضا وراء قرار إلزام كل ناد محترف باختيار ملعب وحيد للاستقبال به كامل الموسم، وهو قرار تم تبنيه خلال اجتماع المكتب الفدرالي في نهاية أوت الماضي، ليكون قرباج أول من نقضه لما منح مؤخرا موافقته لاتحاد الجزائر للانتقال من ملعب عمر حمادي إلى ملعب 5 جويلية.