يخشى المغرب، هذه الأيام، تضييع فرصة استضافة مونديال 2026 بعد انتشار على نطاق واسع تسريبات تفيد بأن تقرير لجنة التنقيط “تاسك فورس” التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، الذي قد يكون صادما للملف المغربي من أجل استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026، يتجه لإقصاء الملف المغربي من سباق الترشح قبل الوصول إلى مرحلة التصويت النهائية التي ستقام في 13 جون المقبل في روسيا. ونقلت وسائل إعلام مغربية أن زفونيمير بوبان، الكاتب العام للاتحاد الدولي للعبة، والعضو البارز في لجنة “تاسك فورس”، كشف لعدد من الصحفيين المقربين منه أن المواصلات واللّوجيستيك ضعيفة في خمس مدن مغربية مرشحة لاستضافة “المونديال”، لكن تقارير ميكسيكية تحدثت عن سبب سياسي وراء فرضية إقصاء المغرب دون تقديم أي تفاصيل، في حين ربطت بعض التقارير إمكانية إقصاء ملف المغرب بسبب مشكل الصحراء الغربية ورفض أغلب الدول المنخرطة في لواء “الفيفا” السياسة التي ينتهجها المغرب مع الشعب الصحراوي . وكانت هذه اللجنة قد قررت تأجيل موعد وضع التقرير النهائي لزيارتها التقنية لكل من المغرب والثلاثي الأمريكي من 29 ماي الجاري إلى الثلاثين من هذا الشهر، وهو التقرير الذي قد يؤدي إلى إقصاء أحد الملفين، في حال حصل على تنقيط أقل من 2 في مجموعة المعايير والنقاط المحدّدة. وسيحدد الاتحاد الدولي قراره النهائي بخصوص بلوغ الملف المغربي لمرحلة التصويت من عدمها في 10 من شهر جوان المقبل. وفي حال ما تأكد ما سربه بوبان، فإن الثلاثي الأمريكي سيحسم استضافته للمونديال، قبل مرحلة التصويت النهائية التي ستقام في 13 من جوان القادم . قبل الاحتكام لتصويت اتحادات كرة القدم في 13 جوان بموسكو حول الفائز باحتضان مونديال 2026، فإن الترقب يرتبط بقرار لجنة خماسية مكلفة بتقييم الملف المغربي ونظيره الثلاثي (الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكندا والمكسيك) وتأكيدها على مدى احترامهما للمعايير المطلوبة. ويظل قرار اللجنة المعروفة ب”تاسك فورس” ملزما ل”الفيفا”، إذ في حال قرارها عدم استيفاء معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم قد يتم إقصاء الملف قبل موعد التصويت في 13 جوان بالعاصمة بموسكو. وستقدم اللجنة التي ينتمي إليها “زفونيمير بوبان”، اللاعب الدولي السابق في صفوف آسي ميلانو والكاتب العام الحالي في “فيفا”، تقريرا تقيم من خلاله مدى احترام المغرب وبلدان و.م. أ وكندا والمكسيك التي تنافسه في ملف ثلاثي موحد للشروط المطلوبة من قبل الاتحاد الدولي. التصويت العلني سيف ذو حدين للمغرب ويبدو أن التصويت العلني الذي اعتمده الاتحاد الدولي لكرة القدم لاختيار البلد المحتضن لنهائيات كأس العالم 2026 يعتبر سيفا ذا حدين بالنسبة للملف المغربي في سباق تنافسه مع الملف الثلاثي المشترك بين الولاياتالأمريكيةالمتحدة، كندا، والمكسيك، خصوصا أن الأمر يتعلق ب207 صوت للاتحادات الكروية المنضوية تحت لواء “الفيفا”، إذ إنه سيكشف عن هوية الدول المصوتة لصالح هذا الملف أو ذاك. وقال منصف اليازغي، باحث في السياسات الرياضية ل”هسبورت”، إن “الحصول على أصوات الاتحادات الكروية ينقسم إلى مرحلتين: الأولى تهم ما قبل 13 جوان المقبل، حيث يبحث كلا الملفين عن دعم الاتحادات، ويكون أحيانا الإعلان الرسمي لبعض الدول، كفرنسا وإسبانيا، حافزا للدول الأخرى”، مضيفا: “التصويت يكون مبنيا على توجهات سياسية وليست رياضية؛ إذ يعمل الاتحاد الكروي على استشارة السلطات العليا قبل منح الصوت. ليس هناك عاطفة، الأمر يتعلق بمصلحة مشتركة”. المرحلة الثانية، يوضح اليازغي، “تهم يوم 13 جوان الخاص بالتصويت؛ إذ اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم نظاما جديدا غير النظام السابق لجوزيف بلاتر، وهو التصويت العلني، وبالتالي لن يكون هناك أي لبس في المواقف، إلا أنه قد يجر نوعا من الفساد”، معتبرا أنه لتجنب ذلك على “الفيفا” القيام بدورها، “من خلال تمرير رسائل قبل يوم الحسم قصد إبعاد السياسة عن الرياضة، والتأكيد على أن للاتحادات الحق في منح صوتها كما تريد”.