كشف رئيس المجلس الوطني المهني لشعبة الدواجن المؤمن قالي، ل"الخبر"، عن انطلاق المفاوضات مع قطريين وموريتانيين من أجل تصدير اللحوم البيضاء، وهذا لإيجاد حل للفائض الوطني من الدواجن وتجنيب المربين خسائر فادحة، والأمر نفسه بالنسبة لمادة البيض الذي تسجل فيه الجزائر فائضا يصل إلى 2 مليار حبة سنويا. وتأتي هذه الخطوة، يضيف المسؤول ذاته، من منطلق أن قوة الاستثمار التي جاءت عقب الأزمة التي سجلت في الأشهر الماضية جعلت الإنتاج وفيرا، وهم حاليا يستعجلون مثل هذه الإجراءات خوفا من تكبد المربين للخسائر؛ لأن سعر الكيلوغرام وصل 340 دينار وأي انخفاض جديد سيكبد المربي خسارة، والمجلس المهني لشعبة الدواجن أخذ الضوء الأخضر من وزارة الفلاحة من أجل مخرج التصدير. وانطلقت فعلا عملية المفاوضات مع قطريين وموريتانيين، والقائمة مرشحة للاتساع من أجل العمل على تصدير اللحوم البيضاء نحو هذه الدول وغيرها، على أن يتم اتخاذ كل الإجراءات الخاصة بالعملية، والأمر – حسبه - سيكون في صالح المربين ويجنبهم خسائر انخفاض الأسعار إلى معدلات دنيا تخل بتوازن عملية التربية وما خسره كل مربي في تحضيرها كمادة للاستهلاك. ويمكن وفق المعطيات الحالية، أن تنظم هذه العملية ولا تقتصر على الوقت الراهن؛ بل تصبح استراتيجية وطنية للشعبة، ولا تتوقف خاصة وفق المستجدات التي تعيشها الشعبة منذ مدة، فالأزمة الأخيرة التي عصفت بشعبة الدواجن بعد ارتفاع الأسعار الناتج عن المضاربة التي مست أسعار الكتكوت، دفعتهم إلى العمل على احتواء المربين غير الشرعيين الذين يمثلون الأغلبية بحوالي 90 بالمائة من مجموع المنتجين، أين قام المجلس بلقاءات جهوية مست مختلف الولايات الوطنية بهدف تحسيس هذه الشريحة حول أهمية تسوية وضعيتها، من أجل الحصول على الاعتماد مع منح تسهيلات مختلفة لتربية الدواجن، وهم حاليا ينتظرون تقارير الغرف الفلاحية التي ستحصي عدد المربين، ليتم بعدها عرض القانون الذي حضّره المجلس لاحتوائهم، وهي فرصة أمامهم أيضا - يضيف المتحدث - خاصة وأنهم ينشطون دون سجل تجاري أو فوترة، ما قد يعرضهم إلى متابعات قضائية. ونوه قالي في سياق حديثه عن الفائض من الإنتاج، إلى أن مادة البيض أيضا تسجل حاليا تشبعا واسعا، والمنتجين تكبدوا بموجبه خسائر بعد أن بلغ سعر الصفيحة "بلاطو" 220 دينار، وهي المادة التي تفكر الشعبة أيضا بضرورة إيجاد حل لها، سواء بتوجيهها نحو الصناعة التحويلية، أو تصديرها نحو الخارج، وهنا أوضح المسؤول ذاته أن الحاجة الوطنية للبيض تصل إلى 6 ملايير حبة سنويا، إلا أن الإنتاج الحالي بلغ 8 ملايير حبة بفائض وصل 2 مليار، وهو العدد المرشح للارتفاع بسبب الإجراءات الأخيرة. تجدر الإشارة إلى ن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الفلاحة بعد أزمة ارتفاع سعر الكتكوت في الأشهر الماضية، ساهمت في رفع الإنتاج، خاصة بعد الإعلان عن استيراد 3 ملايين كتكوت خلال 2019، مع تأمين 2 مليون أخرى من قبل مستثمرين جزائريين.