بينت آخر الإحصاءات المتعلقة بتفشي داء السكري في أوساط الجزائريين أن 3.4 ملايين جزائري معنيون بالداء الذي يؤدي بعد 10 إلى 15 سنة من الإصابة إلى مضاعفات صحية خطيرة، منها أمراض الكلى والقلب والشرايين وكذا أمراض العيون ومنها العمى، علما أن منها ما يؤدي إلى موت المصاب. تحت شعار “لنطور ممارساتنا” ناقش، نهاية الأسبوع المنصرم، بالجزائر العاصمة، أكثر من 450 طبيب وأستاذ في الطب من مختلف الاختصاصات الطبية، ضمن أول ملتقى تكويني في مجال الطب الداخلي نظمته المؤسسة الاستشفائية لبئر طرارية، تداعيات عديد الأمراض التي بات الجزائري عرضة لها وبشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، من بينها داء السكري وانسداد شرايين الأرجل، مع التطرق لبعض أمراض الكبد وكذا مشكل توقف التنفس أثناء الشخير. وعن مضاعفات داء السكري في أوساط الجزائريين، أكد البروفيسور منصور بروري، رئيس المخطط الوطني لمكافحة عوامل الخطر المسببة لمختلف الأمراض المزمنة، أنها متعددة ومن ضمنها انسداد شرايين الأرجل، موضحا أن هذه الإصابة مرتفعة 3 مرات أكثر عند مرضى السكري من غيرهم، وأنه بالإمكان تفادي مضاعفات هذه الإصابة وتعقيداتها إذا ما قصد المريض طبيبه في بدايات الداء أي عند الإحساس بالألم، ليضيف قائلا بخصوص تضاؤل حجم شرايين الأعضاء السفلى لجسم الإنسان إنه ملحوظ بصفة خاصة عند مرضى السكري وكذا مرضى القصور الكلوي، وأنه يسجل ارتفاعا عند مريض السكري بمعدل 3 مرات أكثر من غيره. من جهتها، أكدت البروفيسور سامية زكري، اختصاصية الأمراض الباطنية ببئر طرارية، أن اعتلال الشرايين من ضمن المضاعفات الخطيرة لداء السكري، مشيرة إلى أن مريضا على 4 من المصابين بالسكري معرضون لهذه الإصابة، وهو ما يتسبب بالتالي في زيادة نسبة الوفيات، مؤكدة أنه من شأن اعتلال الشرايين أن ينقص من الأمل في حياة المصاب ب10 سنوات. ومن المضاعفات الصحية لمرضى السكري مشكل وجود الشحم في الكبد، وعن هذه الإصابة أكد اختصاصي الأمراض الداخلية، الدكتور تاحربوشت، أنها أول أسباب أمراض الكبد في العالم، موضحا أنه كثيرا ما يكشف عنها عند مرضى السكري. يشار إلى أن نفقات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الموجهة للتكفل بداء السكري تشكل نسبة 28 بالمائة من النفقات العامة للصندوق ذاته، أو ما يمثله بلغة الأرقام مبلغ 54 مليار دج، من بينها 29 مليار دج موجهة للعلاج بالأنسولين و14 مليار دج لاقتناء شرائح قياس نسبة السكر في الدم.