تخوض المستشفيات المستقبلة للحالات المشتبه بها والمؤكدة بإصابتها بفيروس "كورونا الجديد"، بالبليدة والعاصمة وسكيكدة "معركة بيولوجية"، بعد تسجيل رابع حالة وفاة وبلوغ الحصيلة سقف 48حالة، برصد، اول أمس، 7 حالات جديدة بالبليدة وحالتين بتيزي وزو وأخرى بالعاصمة، في حين غادر 12 مصابا الحجر الصحي، بحسب ما كشفت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات ومع تسجيل رابع حالة وفاة بولاية البليدة، وارتفاع حصيلة الإصابات، تبدأ مؤشرات الاستعدادات الطبية ومظاهر نظام اليقظة والتأهب والتحقيقات الوبائية يظهر للعلن بالمؤسسات الاسشفائية، كما لو أن الأمر يتعلق ب"حرب بيولوجية" .. فالحركة بالمؤسسة الإستشفائية للأمراض المعدية القطار بالعاصمة، أمس، بدت غير عادية، بعدما نصبت الإدارة خيمة بلاستيكية بجانب المدخل الرئيسي، خصيصا لاستقبال المواطنين الذين تظهر عليهم أعراض انفلونزا بدرجة عالية ويأتون لطلب فحصهم والتأكد من حالتهم، بحسب ما أكده مسؤول المداومة بالمؤسسة. رصدت "الخبر" في جولة داخل المستشفى حركة غير مألوفة .. أغلب المتواجدين بباحة المكان يضعون الكمامات ويتبادلون أطراف الحديث حول هذه الجائحة، بينما يتنقل الممرضين الأطباء بين المصالح بخطوات سريعة وأذهان شاردة، مرتدين ملابس خاصة وقفازات وقبعات طبية. أمام هذا المشهد اقتربت "الخبر" من المكلف بالاستقبال لربط الاتصال مع مسؤول إداري مفوض، وبدوره أحالنا على مسؤول المداومة المدعو رشيد بصفته المسؤول الأول على المؤسسة بعد المدير، غير أن الأخير وبمجرد أن أدرك بأن الأمر يتعلق بصحفي، رفض الحديث بالكامل واشترط ترخيص من الوزارة او أمر بمهمة، قبل أن يستدعي شرطي ويترك الأمور تسير على المستوى الأمني فقط. في هذه الأثناء حضر مدير المستشفى وشرع في استدراك الوضع، بإعادة الحديث إلى إطاره المهني والصحي، والقول أن إدارة المستشفى وضعت كامل الإحتياطات لاستقبال الحالات المشتبه بهم، وخصصت فضاءات خاصة للتعامل معها، مشددا على ضرورة العودة غدا لإجراء مقابلات صحفية وإطلاع الرأي العام على التطورات. وبالنسبة للحالة المؤكدة المسجلة اول أمس بالمؤسسة، ذكر مسؤول المداومة أنها تخضع للإجراءات الطبية المعمول بها، تحت إشراف طاقم طبي خاص، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل، مفضلا العودة مع بداية نشاط الإدارة. ولم تظهر علامات الارتباك على مستخدمي الصحة العمومية بمستشفى القطار المعروف باختصاصه في الامراض المعدية والتعامل مع الأوبئة الخطيرة كالكوليرا والسيدا وكورونا مؤخرا، حيث بدوا متماسكين ومحافظين على الضوابط المهنية وبرودة الأعصاب. وفي جولة بمستشفى الإخوة قرمش بولاية سكيكدة، حيث ترقد الحالة المؤكدة، سجلت "الخبر" ركود شبه تام للحركة، عكس ما كانت عليه المؤسسة .. فحتى الزوار تناقص عددهم بشكل لافت خوفا من العدوى، وكذا كون الحالات المشتبه فيها يها تتنقل الى هذا المستشفى، الذي لم يتخلص بعد من هول الحالة الأولى. وحتى العدد القليل الذي يقف بالدخل الرئيسي للمستشفى، يختفي كلما وصلت سيارة اسعاف للحماية المدنية، خوفا من الفيروس. أما داخل المستشفى، كان الحذر يسيطر على عمال القطاع، حيث كلما وصلت حالة مشكوك فيها إلا ووضع الجميع الكمامات، الأمر الذي زاد من تخوف المواطنين من الاقتراب، ودفع بعضهم إلى تغطية انفوهم بمرافقهم. ولقد كشف مدير الصحة بولاية سكيكدة في تصريح ل "الخبر"، عن وضع اكثر من 110 شخصا من المقربين للعجوز التي اكدت التحليل إصابتها بفيروس كورونا، وكذا لحالتي قالمة، تحت الرقابة الصحية في مساكنهم. واكدت مصادر مؤكدة أن المصالح الأمنية بذات الولاية، تعمل على البحث عن الذين كانوا ضمن الرحلة التي قدمت فيها العجوز المغتربة من مدينة ليون الفرنسية، بهدف عرضهم على المصالح الطبية المختصة في الأوبئة، بينما تقدم امس شخص من بلدية امجاز الدشيش بسكيكدة لمصالح الأمن وكشف لهم أنه قد كان ضمن الرحلة التي قدمت فيها العجوز المغتربة المتواجدة حاليا تحت الحجر الصحي بمستشفى سكيكدة.