يوم جديد في معركة مواجهة الفيروس القاتل تخوضه الدكتورة مريم، هكذا اختارت أن نسميها الطبيبة العامة في قسم استعجالات أحد المستشفيات شرقي العاصمة، تبدأه من صيدلية المستشفى للتزود بوسائل الحماية ويبدو أنه كان يوم حظها، مثلما تقول، "فالمسؤولة عن هذه الوسائل سلمتها حاجتها دون الكثير من النقاش مثل العادة "في الأيام الماضية لم تكن متوفرة، إن كنت محظوظة أستلم كمامة جراحية وقفازات، الوضع مخيف، أصحو كل يوم على قناعة أن العدوى انتقلت إلي، خاصة في حال لم تتوفر وسائل الوقاية اللازمة"، تقول الدكتورة مريم والأخبار المرعبة تتوالى عن سقوط 8 أطباء ونحو 3 مهنيين في قطاع الصحة في معركتهم ضد الوباء بعد أن انتقل إليهم الفيروس القاتل. هكذا تمضي يوميات من يقدمون حياتهم يوميا قربانا لحماية أرواحنا، ففي الوقت الذي نتواجد نحن في بيوتنا ملتزمين بالحجر المنزلي، يمضي هؤلاء أياما عصيبة في مواجهة وباء فتاك، ويغامرون بحمايتهم، رغم نقص وسائل الحماية التي لم تصلهم أو لم تكن بالقدر الكافي في بعض المستشفيات والمؤسسات الصحية، خاصة في بداية انتشار الوباء، ونخص بالذكر أولئك المتواجدين في مصالح لم تحظ بمستوى حماية عالٍ، مثلما هو الحال في المصالح التي يرقد فيها أصحاب الإصابات المؤكدة بفيروس كوفيد 19، رغم أن الأطباء ومهنيي الصحة في باقي المصالح معرضون للعدوى في المحيط الاستشفائي، وهناك من هم على اتصال مباشر مع مرضى لا يظهرون أي أعراض للإصابة بالفيروس، لكنهم قادرون على نقله، مثل مصلحة الاستعجالات والمخابر، وحتى المرضى في العيادات الخاصة. وحول هذه النقطة، يلاحظ أن مستوى الحماية العالي في مصالح الأمراض المعدية والأوبئة كانت فعّالة، حيث أن أغلب من كانوا في قائمة من فقدوا أرواحهم في السلك الطبي بسبب فيروس كورونا، ممارسون في الطب العام، وهم طبيبان عامان من القطاع الخاص، و6 آخرون في القطاع العام، وأخصائيان اثنان، ويتعلق الأمر بالبروفيسور سي أحمد مهدي رئيس مصلحة الجراحة بمستشفى فرانس فانون بالبليدة، والدكتور أحمد لواح المختص في البيولوجيا من ولاية سطيف، والأطباء العامون الدكتور تيلماتين عبد النور من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية سيدي محمد بوشنافة، الذي كان أول ضحية للفيروس القاتل بين الأطباء، والدكتوران العامان في القطاع الخاص بالبليدة نور الدين جامع كبير وفاروق قابيلي، والدكتور كريم حمودي من العيادة الجوارية ببوزريعة في العاصمة الذي توفي شقيقه يومين بعد وفاته بسبب الفيروس، والطبيب العام لطرش سليم من مستشفى خراطة في بجاية، وطبيب عام آخر لم نتمكن من تحصيل اسمه، إضافة إلى ممرض وممرضة وسائق سيارة إسعاف في البليدة. كما يرقد أطباء آخرون وأطباء أسنان وصيادلة ومهنيون في الأسلاك الطبيبة في المستشفيات بعد تعرضهم للعدوى في محيط عملهم، وحالة بعضهم معقدة، بينما يتواجد آخرون في العزل المنزلي بعد تأكد إصابتهم بعد أن انتقلت إليهم العدوى في محيط عملهم، حسب رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، الدكتور إلياس مرابط.