كيف سيكون عليه الحال يوم 13 سبتمبر 2020؟ وماذا لو تزامن هذا التاريخ، لا قدّر الله، مع تفش أكبر للجائحة في الجزائر؟ وهل ستتعاطى السلطات مع مطلب شريحة من التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا وحتى أوليائهم للاستفادة من بعض "التسهيلات" خلال اليوم الموعود؟.. أسئلة كلها تطرح نفسها بشدة، وهي تحيط بمشهد ومعطيات غير مألوفة مع اقتراب موعد بكالوريا 2020 التي تطل هذه السنة على التلاميذ المنتسبين للأقسام النهاية للطور التعليمي الثالث وسط ظروف استثنائية وغير مسبوقة فرضتها تبعات تفشي وباء "كورونا"، وما أفرزته من مخاوف في أوساط عامة الناس والمعنيين بالالتحاق بمراكز الامتحان، بدءا من الأسبوع الأخير من فصل الصيف الجاري. ويبقى الإجماع السائد هذه السنة مواجهة غالبية التلاميذ المعنيين ب"باك 2020" لصعوبات بالغة في التحضير للامتحانات، سواء في الشق المتعلق بالدروس الواجب التركيز عليها خلال المراجعة بحكم أن الموسم الدراسي 2019/2020 اقتصر على فصلين دراسيين فقط، أو في كيفية التأقلم من جهة ثانية مع الظروف الراهنة لتفادي الاضطرابات والضغوطات النفسية خلال عملية التحضير نفسها، خاصة أن هذه الأخيرة تقتضي تخصيص فترات للاسترخاء والخروج من دائرة المراجعة المتواصلة للحيلولة دون حدوث تراكمات ذهنية وخلط في المفاهيم الناتج عن كثافة البرمجة. وتتصدر أخبار موجة "كوفيد 19" المشهد العام في الجزائر منذ فترة تسجيل أول حالة مؤكدة بولاية البليدة، خلال الأيام الأولى من شهر مارس الفارط إلى يومنا هذا، وهو ما ساهم في تشتيت تفكير كل المواطنين بما في ذلك التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات البكالوريا، ما سيكون له وقعه دون أدنى شك حتى على النتائج الرسمية ل"الباك" بحكم استحالة بلوغ المعنيين بذات الامتحانات مرحلة التحضير المتكامل والمدروس قياسا بالاضطرابات التي خلّفتها الجائحة وسط كل العائلات الجزائرية بشهادة التلاميذ أنفسهم، وحتى الأخصائيين النفسانيين والمنتسبين إلى قطاع التربية الوطنية.
صالح غويني: "لم أعد قادرا على التركيز"
"كتلميذ سنة نهائية شعبة علوم تجريبية مقبل على اجتياز شهادة البكالوريا دفعة 2020، أقر بأنني قد توقفت نهائيا عن المراجعة، لأننا كنا في انتظار أن تحدد لنا العتبة كأضعف الإيمان، خاصة أن ثمة العديد من الدروس التي تطرقنا إليها دون أن يكون لتلاميذ المؤسسات الأخرى نصيب من ذلك، ما طرح إشكالية تفاوت كبير في الدروس". المتحدث أضاف قائلا: "لم أعد قادرا على التركيز لأنه ليس لدي أي إطلاع بخصوص الدروس التي وجب عليّ التركيز عليها تحسبا لليوم الموعود، كما أن نفسيتي متبعة ومرهقة جراء تفشي الجائحة في البلاد، دون غض النظر عن إفرازات الحجر الصحي التي منعتنا من الترويح عن النفس بعد المطالعة المضنية". ابن ولاية ورڤلة ختم قوله بالتأكيد: "صراحة أنا في انتظار أن تتضح الأمور أكثر حتى أحسم في أمور متعلقة بمستقبلي، بعيدا عن مقاعد الدراسة أو الجامعة".
"لينا": "كورونا أثّرت على التحضيرات للبكالوريا"
"نحن حقا نعاني الأمرين، إلى درجة أننا نفقد في العديد من المناسبات التركيز بعد أن تملكنا اليأس الممزوج بالخوف والتعب". فتفشي الجائحة أثّر كثيرا على سير تحضيراتنا للامتحانات، بعد أن أضحينا نفكر في كيفية النجاة من العدوى، كما أن معنوياتنا محبطة وفكرنا مشتت بفعل تسجيل بعض حالات الإصابة في أوساط البعض من أهالينا ومقرّبينا، ما تسبب في حدوث اضطرابات على نظام المراجعة الذي خططنا له من قبل". وقد أثارت المتحدثة نقطة أخرى حين قالت: "لقد عبّر حتى المنتسبون إلى قطاع الصحة عن مخاوفهم من إمكانية إصابتهم بالفيروس في ظل افتقادهم لوسائل الوقاية، فما بالك بتلاميذ سيتوافدون على الثانويات بأعداد كبيرة جدا لاجتياز الامتحان، ما سيجعل فرضية الاكتظاظ مطروحة بشدة".
حادقي داود: "الالتحاق بمراكز الامتحان مجازفة"
"صراحة، كنت من بين المتحمسين جدا لاجتياز شهادة البكالوريا، والدليل على ذلك هو مباشرتي للتحضير لليوم الموعود منذ شهر سبتمبر 2019، قبل أن يقع ما لم يكن في الحسبان بعد تفشي الوباء". ابن ولاية تمنراست أضاف يقول: "أرى أن الالتحاق بمراكز الامتحان يعد في حد ذاته مجازفة بأرواح التلاميذ، في ظل الانتشار الرهيب لجائحة "كوفيد 19". فالنفسية متعبة جدا وتحتاج فعلا إلى ترميم داخلي عميق، وكل ما نصبو إليه هو الحسم بشكل نهائي في مصيرنا، في ظل التفشي الرهيب للمرض".
ب. ريم الهدى: "أعيش ضغطا رهيبا"
"صراحة، نمر كتلاميذ بفترة عصيبة جدا، يبقى أهم ما يميزها الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات بفيروس "كورونا"، وهو ما يعكس الوضع الصحي المتأزم في البلاد، ما ولّد لدينا مخاوف وضغوطات نفسية كبيرة جدا أثّرت حتى على رغبتنا في الالتحاق بامتحان شهادة البكالوريا 2020". وترى التلميذة "بأنه قد أضحى من واجب السلطات العليا في البلاد مراعاة الحالة النفسية لجميع الطلبة دون إقصاء أو تمييز، بحكم أننا نعاني حقيقة من الإحباط المعنوي، كما أن الاتصالات التي ربطناها عبر وسائط التواصل الاجتماعي مع أقراننا من شتى ربوع الوطن، كشفت وفاة وإصابة العديد من أفراد عائلات المرشحين لاجتياز "باك 2020" بالفيروس، ولكم أن تتصوروا الحالة النفسية التي سيكون عليها هؤلاء خلال اليوم الموعود". التلميذة المنتمية إلى شعبة علوم تجريبية واصلت تقول: "نحن لسنا فاشلين أو ضعفاء، والدليل أننا بلغنا هذه المرحلة من الدراسة بعد عناء وشقاء، كما أن دعوتنا كتلاميذ للجوء إلى "البكالوريا الاختيارية" لا يعد بأي حال من الأحوال تهربا من اجتياز الامتحان بقدر ما هو خوف من إمكانية الانتشار السريع لهذا الوباء الفتاك". المتحدثة أردفت تقول: "لا نستطيع أبدا التحضير بسبب الضغوطات النفسية الكبيرة التي نعاني منها إضافة إلى التعب والإرهاق الشديدين، كما أننا أضحينا نسمع يوميا إشاعات جديدة بخصوص هذه الجائحة، وهو ما ضاعف من معاناتنا، في ظل الارتفاع المخيف لعدد الإصابات المعلنة يوميا من قبل الوزارة الوصية".