كشف الباحث المتخصّص في علوم القدس والمسجد الأقصى الفلسطيني عبد الله معروف عن تطورات خطيرة على أرض الواقع يمرّ بها المسجد الأقصى المبارك. وقال الأستاذ عبد الله معروف بحسب “المركز الفلسطيني للإعلام”: إنّ ما تسمّى بجماعات المعبد المتطرفة وجّهت رسالةً لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تطالبه فيها بالسّماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى السبت بمناسبة ما يُعرَف “رأس السنة العبرية”، الّذي يوافق 19-9-2020. وأضاف معروف أنّ وزير الأمن الداخلي عمير أوحانا وجّه رسالةً أخرى لمفتش قوات الاحتلال ينتقد فيها ما سمّاه “منع” المستوطنين من إعلان صلواتهم في المسجد الأقصى أثناء الاقتحامات، وخاصة صلاة “شماي” والسجود. وتابع: “لا يزال هناك من يعيش عالمه الوردي والأقصى يضيع أمام أعيننا؟!.. أدركوا الأقصى”. وشهدت الأشهر الأخيرة تصاعدًا كبيرًا في انتهاكات الاحتلال بحقّ المسجد الأقصى وخاصة في المنطقة الشرقية؛ حيث أداء الصّلوات التلمودية والجلوس في المكان بعد تفريغه من المسلمين ومنعهم من الاقتراب من أماكن وجود المستوطنين. وسبق أن أكّدت المرجعيات الدّينية في مدينة القدسالمحتلة أنّ الوضع في المنطقة الشرقية من المسجد خطرٌ ومتردٍّ وغير مسبوق. وأوضحت، في بيان لها، أنّ المنطقة الشرقية بمساحتها الّتي تصل لخمسين دونمًا جزء لا يتجزّأ من الأقصى، وتمثّل ثلث المساحة الكلية للمسجد. ورفضت المرجعيات ادعاءات الاحتلال أنّ المنطقة الشرقية منطقة عسكرية، مؤكّدة أنّ الاحتلال يسعى للسيطرة على الأقصى من خلال تكثيف اقتحامات المستوطنين والسماح لهم بأداء طقوس تلمودية في المنطقة الشرقية ورفع علم الاحتلال فيها. وتمارس قوات الاحتلال أشكالًا عديدة للتّضييق على المواطنين المقدسيين بسياسات الإبعاد والغرامات والضرائب الباهظة الّتي تستهدف ترحيل السكان ونشر اليأس بينهم. وصعّدت حكومة الاحتلال في الآونة الأخيرة من انتهاج سياسة الإبعاد بحقّ المقدسيين ولا سيما للشخصيات المؤثّرة والمرابطين والمرابطات وحرّاس المسجد الأقصى. وتوازيًا مع تلك العقوبات والإجراءات، تسمح قوات الاحتلال للمجموعات الاستيطانية بتنفيذ جولات في باحات المسجد الأقصى وبحماية منها، حيث يتعمّد هؤلاء المستوطنين تنفيذ طقوس تلمودية استفزازية لمشاعر المسلمين.