دعا رئيس المنتدى العالمي للوسطية أبوجرة سلطاني الجزائريين للمساهمة في الورشة التي تعيشها الجزائر حاليا، وحثهم على أن يكون ذلك بأداء الواجب الانتخابي حول مشروع الدستور الذي قال بشأنه إنه يحمل عددا من المواد التي تبعث على الخوف. وقال أبوجرة سلطاني في تصريح لبرنامج "ضيف الصباح"ّ للقناة الأولى الإذاعية، اليوم الخميس، إن " واقعنا اليوم يؤكد أن هناك رئيس منتخب وكثير من الحريات وشيء من الديمقراطية، وأن ما كان قد تهدم نعمل على ترميمه اليوم، والملفات التي كان ممنوعا الحديث عنها صارت اليوم مفتوحة على مستوى القضاء، والأشخاص الذين كانوا يوما ما غير قابلين أن يمسوا صار اليوم بالإمكان أن تفتح لهم ملفات ويسألوا". وأضاف :"باختصار واقعنا اليوم عبارة عن ورشة مفتوحة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وعلى الناس أن لا يتخلفوا في المشاركة في هذه الورشة ليضعوا بصماتهم من أجل التحول إلى جزائر نأمل أن تكون جديدة ومختلفة عما كنا نعيشه قبل سنوات". واعتبر أبوجرة، أن رئيس الجمهورية أبرّ بوعده عندما قال في حملته الانتخابية إن أولويته الأولى هي فتح نقاش حول الدستور والوصول به للاستفتاء، وقال :" إن ذلك يتفق مع مطلب الحراك الشعبي الذي كان يطالب بتطبيق المادتين 7 و 8 التي تعود فيها الكلمة الأخيرة للشعب. وفي تقديري نحن اليوم على أبواب مرحلة أخرى تعطى فيها الكلمة للشعب ليقول لا أو نعم أو يمتنع، وأنا دوما أفرق بين الحق والواجب. الواجب أن تذهب لصندوق الاقتراع يوم أول نوفمبر، أما الحق فأنت حر في قول نعم أو لا". وأبدى سلطاني تحفظه على بعض المواد الواردة بمشروع الدستور المعروض للاستفتاء في الفاتح نوفمبر المقبل، مؤكدا أنها تبعث على الخوف. وقال في السياق :" باعتقادي أن التصورات الواردة بمشروع الدستور وضعت فيها عموميات كثيرة فيها بعض المواد، حوالي ثلاث أو أربع مواد، التي تبعث على الخوف، لذلك فإذا لم نستطع توضيحها وتحديدها بالقوانين العضوية طبعا في حال الاستفتاء بنعم، ستظل تشكل مخاوف. وأوضح :" الأمر يتعلق مثلا بالمادة المتعلقة بحرية العبادة (ما هي هذه الحرية ؟ يجب توضيحها بقانون)، وكذا تجنيب المدرسة السياسة (هل يقصدون تجنيب المدرسة التحزب مثلا أم ماذا؟ نحن نقول دوما إن المدرسة يجب أن لا تتحزب، لكن يجب أن يكون لها عمق سياسي وثقافي وديني. أيضا عندما تسمح للجيش بالقتال خارج الحدود، عليهم أن يوضحوا معنى هذا الكلام، هل يذهب جيشنا ليقاتل نيابة عن الآخرين أم يحمي بيضتنا على حدودنا؟".