سارعت المصالح الولائية بالمدية إلى تجنيد كافة الإمكانيات من أجل محاصرة داء الليشامنيا الذي يضرب المناطق الجنوبيه للولاية، بعد اكتشاف بؤر لداء الشمانيوز اتخذ جهيد موس والي ولاية المدية بالتنسيق مع مصالح مديرية الصحة والسكان، إجراءات صارمة لاحتواء الوباء خاصة على مستوى إقليم دائرة الشهبونية التي تعد بؤرة للداء حيث تم تجنيد كافة المصالح وإحصاء النقاط السوداء. و قد باشرت المصالح المعنية عملية الرش وتجفيف مياه الصرف والحشائش وأكوام الأتربة والنفايات الفوضوية وتم ترك العملية مفتوحة حتى يتم القضاء على الوباء نهائيا ،وتم عقد اجتماع طارئ ترأسه والي الولاية وبحضور رؤساء البلديات المعنية ورئيس الدائرة وتم التطرق لكل أسباب ظهور الوباء وكيفية الوقاية منه ومعالجته . وقد قرر الوالي حزمة من الإجراءات وتوجيه أوامر صارمة للإسراع في احتواء الداء والقضاء على كل مسبباته وذلك بإصلاح الأعطاب القديمة في كل البلديات والإسراع في اقتناء المبيدات الخاصة بالوباء وتوفير اللقاحات في كل البلديات دون التنقل إلى قصر البخاري . للإشارة تم تسجيل 124 حالة حسب بعض المصادر الطبية ببلدية الشهبونية و26 حالة ببلدية البواعيش و20 حالة ببلدية بوغزول منذ جانفي الفارط إلى يومنا هذا فيما يبقى ظهور الحالات في تزايد خاصة وأن شهري أكتوبر ونوفمبر هما الشهران اللذان تظهر فيهما علامات التشوه على المصابين ويتم إجراء التحاليل في منطقة بحة ببوغزول كل جمعة ولا تظهر النتائج إلا بعد أسبوع فيما يتنقل البعض إلى قصر البخاري وآخرين إلى الخواص ويلجأ بعض المصابين إلى التداوي بالوصفات الشعبية المعروفة والتي يتقنها الكثير وهذا لعدم وعيهم بوجود لقاح مضاد أو لأن الفقر والإصابة في مناطق حساسة يحول دون لجوئهم إلى إجراء التحاليل. يذكر أن اللقاح الخاص بداء اللشمانيوز يكلف الدولة أمولا طائلة إضافة إلى المبيدات الخاصة بالرش وعلى إثر هذه الهبة التضامنية من والي ولاية المدية سجل المجتمع المدني بدائرة الشهبونية ارتياحا كبيرا وهو يشكر هذه الالتفاتة السريعة والقوية من طرفهما من أجل احتواء الوباء متمنين أن يتم القضاء على الداء قبل أن يستفحل في أوساط السكان.