أكد اختصاصي الأمراض الصدرية بمستشفى الرويبة بالعاصمة، البروفيسور شباطي، أن الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد التي تجتاح بلادنا حاليا أكثر شراسة من سابقتها، موضحا أن المؤشر الذي يمكننا أن نقيس عليه حدة الفيروس تمثله مصالح الإنعاش التي امتلأت عن آخرها عبر مختلف مستشفياتنا، وذلك أكبر دليل على أن الفيروس تغير وازدادت حدته. يظهر أن الموجة الثانية لوباء "كوفيد-19" التي تعرفها الجزائر هذه الأيام، تعرف انتشارا واسعا وبصفة أكثر خطورة من الموجة الأولى. وعن هذه المسألة أكدت لنا البروفيسور ليلى بلقاسمي، اختصاصية أمراض الكلى والمشرفة على مصلحة "كوفيد-19" خلال الموجة الأولى بمستشفى بارني بحسين داي بالجزائر العاصمة، أنه وخلافا للموجة الأولى التي سجلوا خلالها انتشارا للفيروس في أوساط كبار السن بصفة خاصة والمصابين كذلك بأمراض مزمنة، لاحظوا أن فيروس الموجة الثانية لم يصب كبار السن فقط "بل نسبة كبيرة من ضحاياه من فئة الشباب" تقول بلقاسمي، مضيفة أنه في الوقت الذي كانوا يستقبلون كبار السن خلال الموجة الأولى في مراحل غير متقدمة من الإصابة، باتت الحالات التي تمثل أصحاب هذه الفئة وتقصد المستشفيات في الوقت الحالي تزامنا مع انتشار فيروس الموجة الثانية، باتت تخضع مباشرة للأكسجين كونها تصل في حالة متقدمة من الاختناق. وعن تفسيرها للأمر، قالت بلقاسمي إن ذلك راجع لا محالة لتحول فيروس كورونا وتغيره خلال هذه الفترة، موضحة أنه خلافا لدول أخرى، لا تحوز الجزائر على معطيات مستغلة ضمن دراسة حول هذا الفيروس الذي يبقى مجهولا بالنسبة لنا، كما أضافت أن لتغير الطقس في الآونة الأخيرة من بارد إلى حار وتذبذب الطقس الواقع، جعل مناعة الشخص متذبذبة وهو ما يسمح بطبيعة الحال للفيروس أن ينتشر بصفة أوسع، مستغلا ضعف تذبذب مناعة أجسادنا وضعف عدد منها ليفعل فعلته بجسم الإنسان. من جهته، أكد لنا اختصاصي الأمراض التنفسية بمستشفى الرويبة بالجزائر العاصمة، البروفيسور عمر شباطي، أن المؤشر الوحيد الذي يمكن أن نقيس عليه حدة فيروس الموجة الثانية لكوفيد-19، تمثله مصالح الإنعاش التي كانت خلال الموجة الأولى تعمل بوتيرة معتدلة وتستقبل حالات محدودة، في حين "ما نلحظه خلال الموجة الثانية التي تعرفها بلادنا في الوقت الحالي هو امتلاء أقسام الإنعاش عن آخرها، حيث لم نعد نجد سريرا غير مستغل" يقول شباطي، وهو المؤشر الرئيسي الدال على أن فيروس هذه الموجة أكثر حدة من سابقه. وأضاف المتحدث قائلا "إن المعروف عن الجائحة التي اجتاحت العالم من قبل، أن الموجة الثانية الخاصة بها عادة ما تكون أشرس من الأولى، "فمثلا نجد أن الموجة الثانية للأنفلونزا الإسبانية التي ضربت في وقت مضى، كانت أصعب وأكثر حدة من الموجة الأولى، حيث شهدت تسجيل أعداد كبيرة من الوفيات" يقول شباطي، مضيفا أن المؤشر الثاني على حدة فيروس الموجة الثانية ممثل في الكم الهائل من الحالات التي تحتاج للأكسجين أكثر مما عرفته الموجة الأولى. يظهر أن تسجيل كم كبير من حالات "كوفيد-19" التي عرفت اختناقا واضطرابا في التنفس، جعل من آلة ضخ الأكسجين ضرورة لها، ووسط الإقبال الكبير على المستشفيات وتوقف حياة نسبة معتبرة من المرضى على آلة الأكسجين، جعل تجارة كراء هذه العتاد الطبي تنتعش، حيث يتم كراءها بسعر يتراوح ما بين 4 إلى 6 آلاف لمدة 24 ساعة، كما اضطرت بعض العائلات لشراء الجهاز بهدف إسعاف مريضها، حيث أكدت لنا ابنة مصاب ب"كورونا" أنهم بعد رحلة تيهان بين مستشفيات العاصمة بحثا عن سرير وإسعاف بالأكسجين، اضطروا إلى ابتياع جهاز أكسجين.